|
دمشق يقوم على أسس علمية محكمة وواعية، تجعل منه قادراً على المشاركة الفاعلة في عصر التقانة المتطورة. وبينت د. سركيس خلال افتتاح المؤتمر البيئي البحثي الثالث في رحاب جامعة دمشق وتحت رعاية السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي، والذي يعقد هذا العام تحت عنوان (التحديات البيئية وطرق معالجتها)، بينت أن التقدم العلمي ساهم في تطوير المجتمعات وتقدم الإنسان وزيادة رفاهيته، وبالمقابل هناك نتائج سلبية لهذا التقدم منها ارتفاع نسبة التلوث في الهواء والماء والتربة، وإصابة مناخ الأرض عموماً بالأمراض العديدة كثقب الأوزون والتغيرات المناخية، إضافة إلى شح المياه وتدهور نوعية الأراضي الزراعية وتناقص التنوع البيولوجي. وأشارت وزيرة البيئة أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على معالجة القضايا البيئية لمواجهة التحديات والتخفيف من خطر الملوثات لحماية البيئة، ما يستوجب وضع الدراسات والأبحاث العلمية الناجعة والاستفادة من نتائجها والتوصيات والمقترحات القابلة للتطبيق والمساهمة في الحفاظ على البيئة. وأضافت سركيس أن بناء أسس التنمية المستدامة من أكبر التحديات التي تواجهها المجتمعات الدولية لحماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل.. وقد لاقت هذه القضية اهتماما واسعاً من قبل الدولة متجلياً ذلك في تطبيق مفاهيم البيئة وإدخال البعد البيئي في عملية التنمية واعتماد خطط استثمارية تتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة وتراعي الاعتبارات البيئية والحفاظ على التنوع الحيوي والنظم البيئية. ونوهت سركيس إلى أن الوزارة تعمل على توفير الأدوات اللازمة لتقييم الوضع البيئي الراهن واقتراح الخطط والبرامج والمشاريع التي تسهم في الحفاظ على بيئة سليمة للأجيال الحالية والمستقبلية.. مشيرة إلى أن الأزمة التي نمر بها أدت إلى تعرض جميع القطاعات لتعديات صارخة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، خلفت آثاراً شديدة السلبية على البيئة بجميع مكوناتها، ما أدى إلى انبعاثات غازية خطيرة ضارة بالصحة والبيئة، فضلاً عن الخسائر المادية.. كما أن هذه الاعتداءات الإرهابية هدفت إلى إعاقة العملية التنموية وتراجع القدرة على معالجة المشاكل البيئية.. إلا أن سورية كانت ومازالت من أوائل الدول التي انضمت إلى الاتفاقيات البيئية الدولية إيماناً منها بأهمية الحفاظ على البيئة وسلامة الإنسان. من جانبه أكد الدكتور محمد حسان الكردي رئيس جامعة دمشق الاهتمام الواسع بقضايا البيئية وحمايتها من مخاطر التلوث، حفاظاً على سلامة مقوماتها ومصادرها التي هي أساس الزامي لاستمرار حياة بشرية آمنة، وخاصة بعد أن بلغت التجاوزات السلبية أعلى درجات المخاطر الناتجة عن التطورات الصناعية والتكنولوجية الحديثة المتسببة في تلوث البيئة بأخطر المواد الضارة. وبين رئيس جامعة دمشق أهمية تسارع الجهود العالمية الهادفة إلى رفع الوعي البيئي للحد من المخاطر التي تهدد البيئة والحياة الإنسانية، من خلال إصدار قوانين وتشريعات تستهدف حماية البيئة من تلوث مصادرها الطبيعية ومواجهة هذه الأزمة. وأشار الكردي إلى أن مفهوم خدمة المجتمع وتنمية البيئة أصبح أحد أهم المهام الأساسية للجامعات، والذي يهدف إلى التفاعل مع المجتمع المحيط والمساهمة في وضع الخطط والبرامج من أجل التصدي للتحديات البيئية، ووضع خبرات أعضاء هيئة التدريس في سبيل تحقيق رسالة الجامعات كمعقل للفكر الإنساني وبيت للخبرة.. مبيناً أن الجامعة أحدثت قسماً خاصاً بالعلوم البيئية وتوجيه الأقسام الأخرى التي تهتم بقضايا البيئة من أجل التصدي لبعض المشكلات المطروحة من قبل الهيئات المعنية، وتوجيه البحث العلمي نحو إجراء الدراسات المتخصصة وتكوين قواعد البيانات والاستشارات الفنية وتصميم البرامج والمشروعات. حضر المؤتمر الدكتور عبد الناصر الشفيع رئيس مكتب الفلاحين القطري والدكتورة فيروز الموسى رئيسة مكتب التعليم العالي القطري، والمهندس أحمد القادري وزير الزراعة والإصلاح الزراعي والدكتور كمال الشيخة وزير الموارد المائية والدكتور محمد عامر مارديني وزير التعليم العالي، والدكتور نزار يازجي وزير الصحة وأمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأعضاء السلك الدبلوماسي في سفارات العراق والجزائر والهند وأعضاء وقيادات الفروع والمنظمات الشعبية والحزبية. |
|