تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. قمة المناخ.. منخفض تركي.. ورداء الناتو لا يستر عورة السلطان

صفحة أولى
الثلاثاء 1-12-2015
كتبت عزة شتيوي

هو ذلك المتنبئ الإخواني في قمة المناخ خابت توقعاته بانخفاض حرارة التوتر مع روسيا، فعاد أردوغان من القمة الفرنسية بمنخفض سياسي وسيول من الهزائم جرفت كل أوراقه السياسية والاقتصادية أيضاً،

وغدا السلطان العثماني مفلساً في الميدان السوري وفي ميدانه الداخلي يوم صوب باستهدافه المقاتلة الروسية آخر طلقات حماقاته على نفسه، وانتحر سياسياً.‏

في قمة المناخ العالمية تلبدت الأجواء التركية أكثر، ولم يخسر أردوغان مصافحة بوتين وماء وجهه، بل خسر أيضاً مقعده على الطاولة السياسية في فيينا حول الازمة في سورية، بينما كسبت قائمة تضيف الفصائل من تركيا الارهابية المطلوبة من الملك الأردني فرسان أردوغان فهرب السلطان إلى إلباس قياداته العسكرية طربوش الإرهاب واتهامهم بتغذيته في سورية، وراح يلتقط الصور التذكارية مع قادة العالم عله يبدو نظيف اليدين من دعم الخليفة الداعشي له، ويتبرأ من أنه زبون النفط الدائم للبغدادي.‏

أردوغان يعلم لماذا أسقط الطائرة الروسية، ولكنه لم يكن يعرف كيف يخرج من ورطته الدبلوماسية مع موسكو، خاصة ان احتماءه (بتنورة) الناتو لم ينفعه فقد كانت قصيرة حتى بدت ركبتي السلطان مرتجفتين من المواجهة مع بوتين، لكن الرئيس الروسي فرض عقوباته على تركيا ومضى في القمة المناخية يباحث رأس الافعى الغربية.. واشنطن التي طأطأ الرأس سيد بيتها الأبيض وراح يوافق على البدء في عملية سياسية في سورية بعد أن فشل ركنه التركي في اختراق مبادرة بوتين واستفزاز القيصر، فبقي لأوباما أن يراهن في اختراقاته على مؤتمر لم الشمل المعارض في أبها السعودية، هناك حيث تعيد واشنطن أسطوانه شرخ المعارضة وقد تخرج لنا بنشاز إرهابي معارض يتناغم مع سيناريو تهيئه لخلط الأوراق في فيينا المقبل.‏

لا تبدو النيات الأميركية حتى الآن جادة أبداً، خاصة مع التصريح الهوليودي الأخير الذي خرج من واشنطن الذي يتحدث عن عدم تطابق وجهات النظر مع موسكو، فالأخيرة على حد التهريج الأميركي تريد دعم الحكومة السورية ضد المعارضة، في حين أن واشنطن ترغب في مكافحة الإرهاب، لكن الكذاب الأميركي أغفل أن الميدان فيضل، وأن عاصفة السوخوي مع عواصف الجيش العربي السوري تقتلع كل جذور واشنطن الداعشية وأوراق نفاقها السياسي ونفاق حلفائها خاصة الفرنسيين والبريطانيين في وجود معارضين معتدلين.‏

ليس ثمة 70 الف مقاتل معتدل على الأرض يا كاميرون.. يقول فيسك، ويصف الجيش العربي السوري بأنه القوة النظامية الوحيدة.‏

هي العبارة التي بات يرددها العالم كله ويعترف بها، فعن أي المعتدلين والمعارضين يتحدثون اليوم، إذا كان (الائتلاف المعارض) قد فشل في اثبات هويته السياسية والميدانية والثقافية ايضاً.. فتخيلوا أن المثقفين المعارضين المؤتلفين في اسطنبول افتتحوا معرض كتاب.. فلم يجدوا سوى كتب للسياسيين السوريين في الدولة السورية.. لا عجب، فالغاية ربحية، وهم بالنهاية (شقيعة) واشنطن ويريدون نقوداً لا أكثر حتى لوكان من جيوبهم السياسية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية