|
مجتمع واتخذ البعض من هذا الموقف العلمي -صك براءة- في تبرير سلوكه الخياني أمام العرف والمجتمع زاعما أنه لا حول له في هذا الأمر ولاقوة والأغرب من هذا أن يفيض البعض الآخر من الدارسين في شرح أسباب الخيانة الزوجية فيرمي بأوزارها على الفضائيات والفيديو كليب والانترنت والجوال وغير ذلك مما يسمح عبر شريط الرسائل وغرف المحادثة (الدردشة) بتواصل الطرفين بمجرد كبسة زر تربي وتدرب أبناء الجيل على السلوك الخياني!! ورغم الاستسهال في هذا التبرير أو ذاك تبقى الخيانة الزوجية مسألة استعداد وإرادة ما يضعنا مباشرة أمام السؤال: هل الخيانة الزوجية حكر على هذا العصر.. أم أنها كانت حاضرة وبقوة عبر التاريخ? في مراجعة تاريخية نستعرضها بداية كتوطئة لهذا الموضوع يروي تاريخ البشرية ما قبل العصور الحجرية أن الإنسان كان يعيش في جماعات وأن الجنس كان مشاعا بينها وكان الأولاد الذين تلدهم النساء ينسبون لأمهاتهم رغم أنهم أبناء الجماعة بأسرها.. وقد لعبت الأم في التاريخ القديم دورا جعلها في مصاف الآلهة -كعشتروت- التي كانت رمز الخصب, وأفروديت آلهة الحب والجمال, وغيرها من آلهة الحرب والنار.. غير أن حب التملك والغيرة كانا من العوامل الأساسية والنفسية التي دفعت كل رجل أن يختص بامرأة لكي تنجب له أولادا من صلبه ويكونوا حصرا له.. ومن هنا لم يعد من حق الرجال الآخرين معاشرة امرأته إطلاقا, فتشكلت بذلك الأسرة التي هي نواة الجماعة ومن بعدها القبيلة, ومن ثم فرضت عقوبات صارمة على المرأة المتزوجة إذا عاشرت أي رجل آخر غير زوجها,وذلك لتحقيق النسب. وفي عامل الزمن والتطور والتقدم ظهرت قوانين كقانون آشور و حمورابي وغيرهما مما فرضت عقوبات رادعة على الزوجة الخائنة بدءا من حرقها وهي على قيد الحياة أو إلقائها بالنهر مكبلة بالحديد أو وضعها على الخازوق أو إعطائها شراب اللعنة المر أو تسليمها لزوجها لينتقم منها ويفعل بها ما يحلو له من عقاب.. ثم أتت الديانات السماوية التي جعلت الزنى من الكبائر وأوجبت رجم الزانية لتحل عليها لعنة رب العالمين, غير أن هذه العقوبة تدرجت في الإسلام من الجلد إلى الرجم وأمام الملأ وتباينت ما بين أعزب ومتزوج, كما لم تقم الحد على المرأة الحامل حتى تضع حملها فلا يذهب جنينها بجريرتها وهو بريء. وهذا العقاب على قسوته كان يحفظ الأنساب ويئد الرذيلة ويكافح الدعارة ويحد من الفجور. إلى أن ظهرت التشريعات التي حكمت هذا الأمر ولنا عندها وقفة مطولة في تحقيقنا المنشور جانبا. |
|