أول صفة يجب أن تتوافر في المخرج أن يكون مثقفاً في جوانب معرفية وفنية متكاملة وأن يكون صاحب رؤية شمولية فلا يكفي أبدا أن يظن في نفسه القدرة على تحويل النص المكتوب الى صورة وحركة على الخشبة لأن ما يقال على الخشبة والحركات التي تبدر عن الممثلين تحمل معاني معقدة بالنسبة للمتلقي وإن لم يكن المخرج عارفاً بحركة المجتمع وبدلالة ما نسميه (الجست) الاجتماعي من حيث دلالات الايماءات وطريقة قول جملة معينة بنبرة معينة, فإنه قد يخطىء من حيث لا يدري وقد يؤدي الى معان لم يفكر بها أبداً ويضيف في الحوار الذي نشرته شرفات في عددها الأخير لذلك على المخرج الشاب أن يثقف نفسه ليس فقط عن طريق القراءة بل وعن طريق مشاهدة المعارض الفنية والاستماع للموسيقا ومتابعة الأفلام الفنية إذا أمكن أن يجد من يحلل له ما يراه فهذا يكون أفضل وعليه ألا يفوت ظاهرة حوله في المجتمع دون أن يسأل عن ماهيتها ودلالتها ليتمكن من تفسير الدور للممثل وإفهامه لماذا يريد منه أن يؤدي بهذا الشكل والصوت.‏