تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رحل آخر عمالقة الأدب الفرنسي

ثقافة
الأربعاء 16/1/2008
ترجمة يمن سليمان عباس

آخر عمالقة القرن العشرين , أشهر رسامي الطبيعة , مرصع وناقش المفردات الادبية الفرنسية والزخرفة الكلامية بهذه العناوين وصفت الصحافة الفرنسية رحيل الأديب الكبير جوليان كراك, ومن سيل المقالات الذي حفلت به الصحافة الفرنسية أعددنا هذه الاضاءة على أدبه وحياته .

ولد كراك عام 1910 في سانت فلوران وفيها أمضى السنوات الأخيرة من حياته.‏

كان والده مندوباً تجارياً , ووالدته موظفة في مخزن اقمشة كبير.‏

خلال فترة دراسته كان كراك يتقدم ويتفوق على أقرانه وكان مولعاً بقراءة الكتب كما الاشخاص , بدأ في الثامنة من عمره بقراءة اعمال جول فيرن, ستندال وادغار آلان بو وعنهم قال: (وحدهم كانوا شفعاء لي ,ومنبهين حقيقيين ).‏

اضافة الى اعمال شاتوبريان وبلزاك وسان جونز بيرست وفرانسوا يونغ.‏

أمضى حياته بالبحث عن اللانهاية في اعماق نفسه وطفولته اهتم بدراسة تشكيلات الارض.‏

بدأ بنشر رواياته منذ عام 1938 لدى الناشر جوسيه كورتي وتوج بهالة ادبية كبيرة لدرجة ان بعض الحساد اتهموه بالمتعجرف والمتغطرس وعن ذلك قال : ( لا أعرف ماذا يعنون بذلك ).‏

صور جوليان المشاهد الطبيعية بدقة متناهية وكان يفضل التعمق بها, احب الطرقات و الخرائط وتخوم الحدود والتضاريس والانهار, بالنسبة له جميل أن يذهب الانسان للبحث عن مناظر طبيعية ولو بأطراف العالم .‏

رفض جائزة غونكور الادبية عن روايته الرائعة( رمال الساحل) عام 1951 وهي سيمفونية تتعلق بالحواس دون منازع في الادب المعاصر, غزيرة بالعبارات والأحداث المهمة واحتلت السقف الأعلى بالنسبة لأعماله.‏

في مقهى او ديون دعا جوليان الصحفيين ليوضح لهم الحقيقة وان جائزة غونكور لا تهمه ابداً لكنه يشعر بالسرور والغبطة اذا حقق الكتاب انتشاراً وسعاً, ولم يكد ينتهي جوسيه كورتي من طباعته حتى بيع منه 110.000 مئة وعشرة آلاف نسخة.- منذ بضع سنوات لم يغادر اديب الطرقات وعاشق الحدود والانهار منزله ومسقط رأسه , وبقي في سانت فلوران حيث كان يلتقي زائريه ومحبيه ومعجبيه ايا كانوا يتكلم معهم عن لعبة كرة القدم واحيانا قليلة عن الادب.‏

وتوفي يوم السبت في 22 كانون الأول عام 2007 عن عمر 97 عاماً.‏

ويختم كاتب المقالة مقالته بعبارة: سنبقى نقرأ له وسنبقى نحترمه ونحلم معه بزيارة سانت فلوران حيث المخطوطان الكبيران لأعماله الكاملة المصنفان ضمن كوكبة من الشعراء والكتاب.‏

> قالوا فيه :‏

ميشيل تورنييه من أكاديمية غونكور :‏

كان جوليان من كبار رسامي الطبيعة, لا أستطيع ان اعيد إلا ما قلته منذ سنوات: انه اكبر الكتاب الفرنسيين المعاصرين.‏

كانت أكاديمية استوكهولم تطلب مني كل عام ترشيح أسماء كتاب فرنسيين لنيل جائز نوبل للاداب, وكل عام كنت ارشح لهم جوليان كراك .‏

كان جوليان يتمتع بسعة أفق كبيرة بوصف الطبيعة وقد برهن ان لديه موهبة للكتابة ووصف الغابات والزهور والمدن, ويجب ألا ننسى انه كان أستاذاً وعالماً بالجغرافيا .‏

-كريستين البانيل وزيرة الثقافة الفرنسية :‏

يعتبر جوليان كراك أحد كبار الكتاب في القرن العشرين تربع على عرش الابداع.‏

-نيكولا ساركوزي -رئيس الجمهورية:‏

جوليان أحد الكتاب الفرنسيين الكبار كان صادقاً ومخلصاً لناشره جوسيه كورتي مخلصا لأصدقائه, لبلده, صريحاً وواضحاً ستبقى أعمال جوليان كشاطئ صخري قوي من الرخام مقاومة لتحديات الزمن ومفتوحة على كل التفسيرات.‏

> محطات من حياته‏

-1910 ولادته في سانت فلوران‏

-1930 نجاحه في دار المعلمين‏

-1934 حصوله على شهادة عليا بالجغرافية‏

- 1938 نشر كتابه الأول‏

- 1939 تلقيه رسالة من اندريه بروتون‏

- 1947 درس في معهد كلود بيرنار في باريس‏

- 1966 بمناسبة تكريم اندريه بروتون وافق‏

استثنائيا الظهور على شاشة التلفزيون‏

2007 وفاته .‏

< عن لوفيغارو- نوفيل اوبسرفاتور‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية