تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البرامج تغني على ليلاها ونحن نبحث عما نرغب به..

امرأة وشباب
الأربعاء 16/1/2008
فاتن حسن عادلة

لا يبدو مستغرباً أن تختلف اهتمامات الشباب بهذا البرنامج أو ذاك سواء في التلفزيون أو الراديو, ولذلك نرى اهتماماتهم موزعة ومع ذلك..

هل نستطيع القول إن وسائلنا الإعلامية الموجهة لهم قادرة على جذب اهتمامهم وبالتالي إشباع حاجاتهم ورغبات الغالبية منهم من خلال تقديمها مواد وموضوعات إعلامية?‏

وهل البرامج التي تصنف للشباب تأخذ اهتمامهم ويتابعونها.. وإن كان لا فما السبب? وهنا آراء البعض حول هذا الموضوع.‏

.. لا أتابعها‏

هاني م 26 سنة يقول: صحيح أن هناك برامج مختلفة ومتنوعة على شاشة التلفزيون تتعلق أو تطرح مشكلاتنا وقضايانا ولكنها حقيقية لا تعالجها ولا تطرح حلاً سريعاً وعميقاً والأهم أنها لا تجذبنا إليها, فمثلاً صوت المذيع يشكل عنصراً من عناصر الجذب للطرف الآخر وهذا أيضاً نفتقده لذلك أنا لا اتابعها واكتفي بمشاهدة الرياضة وبرامجها والمباريات التي تعرض وكوني رياضياً أحب ممارستها بشكل منتظم.. كما اهتم بمتابعة البرامج العلمية والثقافية والأغاني الطربية الأصيلة بعيداً عن أغاني الفوضى والصرعة التي تسم البدن والعقل..?!‏

بالصدفة..‏

عزة -ش 25 سنة موظفة فهي تتابع من كل وسيلة اعلامية مايهمها ويشبع رغبتها حيث كما تقول تأخذ من الراديو وسيلتها المفضلة مادة الشعر التي تحب الاستماع إليها وخاصة من إذاعة دمشق التي تخلو من الاعلانات وكونها تكتب الشعر لنفسهاوليس للنشر إضافة لمواد ثقافية أخرى.‏

أما في التلفزيون فتهتم بموضوعات الدراما الناقدة التي تنفس عن هموم الشباب وبعض البرامج الشبابية التي تتعلق بعملها, وهي تحب أن تبقى على تواصل مع بعض الموضوعات الاجتماعية التي تنشر في الصحف والتي تمس جانباً كبيراً من حياتنا الاجتماعية ولابد من القراءة والمتابعة لمعرفة الآخر.‏

وحسب التقرير السنوي الثاني لاتحاد شبيبة الثورة حول واقع الشباب وأهم احتياجاتهم واتجاهاتهم نحو قضاياهم الأساسية في سورية لعام 2006:‏

فقد تبين أن نسبة الشباب الذين يتابعون الموضوعات التي يرغبونها بين (6-10%) وبالنسبة للأعمال الدرامية المحلية وحوالى (26%) بالنسبة لكل من متابعة البرامج السياسية, ومتابعة الجديد في البرامج العلمية ومتابعة أخبار الفن والفنانين العرب ومتابعة الأفلام والبرامج الدينية.‏

وكانت نسبة الشباب الذين يتابعون مواضيعهم المفضلة يومياً وبشكل منتظم من خلال وسائل الاعلام أعلى بين الذكور عن مستواها بين الاناث في جميع الموضوعات عدا متابعة أخبار الفن والفنانين العرب والأْعمال الدرامية المحلية ومتابعة الافلام والبرامج الدينية, وإلى حد ما متابعة أخبار الفن والفنانين الأجانب فقد كانت نسبة الاهتمام بها يومياً وبشكل منتظم أعلى بين الاناث عن مستواها بين الذكور.‏

وحول هذا الموضوع وكيفية الوصول لتقديم برامج أكثر جدية للشباب وتعمقاً في طرح ومعالجة قضاياهم واشباع رغبتهم بحيث تسهم في مشاركة الشباب بفاعلية وجدية أكبر تقول الدكتورة أميمة معراوي:‏

الجمهور هو نقطة الأساس ونقطة البداية وهو الركن أو العنصر الأساسي في عملية الاتصال لذلك لابد من الانطلاق منه, وهذا الانطلاق يتم من خلال دراسة واقع هذا الجمهور من خلال عملية البحث العلمي بإجراء بحوث علمية تستند إلى استطلاع رأي عام لهذا الجمهور بطريقة منهجية وعلمية وذلك لمعرفة احتياجاته وتلبيتها بمادة اعلامية أو اتصالية تشبعها, فعلى القائم بالاتصال معرفة دوافع وحاجات الشريحة التي يتوجه إليها (الشباب).‏

أما ما نراه في الواقع فإن البرامج تنطلق من تصور القائم بالاتصال دون الرجوع إلى هذا الجمهور لذلك نرى الشباب يعرض عنها ويبحث عن بدائل في قنوات ووسائل أخرى (لكل برنامج أهداف معينة يجب أن توضع أو تحدد بناء على دوافع الشباب باختيار عينة ممثلة فعلياً للجمهور المستهدف واستفتاء رأيها وحاجتها من هذا البرنامج).‏

وإذا لم يكن ذلك بمستطاع القائم بالاتصال فيجب الاستعانة أو الاستشارة بخبرة باحثين وآكادميين مختصين وبالتالي الحث على إبراز ثقافة البحث العلمي (والذي أثبتت التجارب أنه لا يستطيع المجتمع أن ينجح بعيداً عنه).‏

إضافة إلى الناحية التطبيقية في التلفزيون وكيفية اداء هذه البرامج حتى تكتمل هذه العناصر من (المادة الاعلامية -النواحي التقنية -إخراج -اداءالمذيع) ويمكن مشاركة الشباب وضمن إدارة حكيمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية