|
معاً على الطريق وبعد ألفي عام يأتي (الميتوديست) ربيب القس المتهوّد بيل غراهام,وابنه فرانكلين, الذي قدّم صلوات وصول هيرودوس الجديد إلى البيت الأبيض ليدخل كنيسة المهد إياه, فيما أطفال قانا وبيت لحم وغزة والرافدين يتوزعون أشلاء سياساته. لم تقف زيارة بوش عند هذا الحد,فالرئيس المدمن قراءة عنصرية القس أوزوالد شامبرز الذي قضى في مصر عام 1917 وهو يحض جنود بريطانيا العظمى على الزحف نحو القدس لتحريرها من المسلمين قرر أن يذهب إلى.. كفرناحوم. غريب أمر هذا الرجل, وغرباء هم من استقبلوه من رجال دين ودنيا, لأنه يأتي إلى نقيضه, إلى المكان الذي لا علاقة له بمغزاه التاريخي والأخلاقي والقيمي, فكفر ناحوم (كفر بالسريانية تعني قرية,وناحوم اسم علم)تعني للمؤمنين بلدة المسيح الثانية التي باتت محور نشاطه التبشيري بعد أن ترك الناصرة وجاء ليعيش فيها على مطلِّ بحر الجليل(طبرية), منها دعا الرسل الأوائل,جالباً بطرس ويوحنا ابنا زبدي أولاد القرية,من صيد السمك إلى صيد الناس إيمانياً,ومتى العشّار, وفيها شفا المخلّع, وحماة سمعان بطرس, والرجل الممسوس,وشفا عبد قائد المئة الروماني,وأحيا ابنة يائير... لكن الأهم أن المسيح قال خلاصة فلسفته الداعية للمحبة والسلام من تلك البلدة الجليلية على الطريق إلى دمشق.منها أطلق الصلاة الربانية,وفوق جبلها المطلّ على البحيرة والمعروف ب(قرون حطين) ألقى موعظته الشهيرة عام 30 للميلاد أمام تلاميذه وحشد اللاحقين به,التي عرفت بالتطويبات,وهي معكوس أعمال وأقوال بوش ومن دعاه لزيارة هذا المكان, والتي يقول فيها: طوبى للفقراء بالروح وللودعاء وللحزانى وللجياع والعطاش إلى البر ولأنقياء القلوب ولصانعي السلام وللمضطهدين. ما علاقة بوش وأولمرت ومن تبوّش بهذا النقاء,لا بل بتلك الجموع التي قال لها يسوع (أنتم ملح الأرض)..إن لهم علاقة واحدة هي أنهم سبب فساد الملح,..وهكذا يضطهدون ورثة المسيح الجليليين في بلاد الشام والرافدين كما ). نعم,من بيت بطرس وموقع الكنيسة البيزنطية العائدة للقرن الميلادي الخامس,وقف هيرودوس المعاصر يقطر دماً ودماراً وأسلحة,يستطلع أفقاً مدمّى لخراب آخر..من الكنيسة التي رممها الفرنسيسكان عام ,1990 على مرتع حضور ابن مريم البهي في هذا الجزء من العالم وقف صانع الظلام والموت يقهقه, فيما صوت الراعي الصالح ما زال يتردد في حنايا الوديان صارخاً, ومن المكان نفسه (أنتم نور العالم, لا تخفى مدينة على جبل ولا يضاء سراج ويوضع تحت مكيال). الغريب أن بوش تعشّى في رام الله سمك اللقز وصيادية,مصنوعين بأوانٍ وإشراف أمريكي ..لكن سمك الناصري لا يزال يطعم الملايين ..ومن طبرية وكفرناحوم لأنه الحق الحق قال لنا إن الملح الفاسد سيطرح خارج الدار ليداس..وإن أجرنا لعظيم في السموات وعلى الأرض ..أيضاً. |
|