|
أبجد هوز ولكن ..ماذا عن الثقافة العربية التي ستكون دمشق عاصمة لثقافتها في هذا العام ? و هل بقي عند السادةالعربان ثقافةلتكون دمشق او غير دمشق عاصمة لها ? إنك الآن , و بلمسة صغيرة من جهاز الريموت كونترول , تستطيع ان تقلب اكثر من ثلاثمئة محطة فضائية عربية , حكومية و غير حكومية , تبث ( ثقافتها ) على مدار الأربع و العشرين ساعة , و تنزل في الناس تثقيفا , على ابي جنب ! ترى محطة يتزاور فيها رجلان غاضبان مثل ديكين للنقار احدهما يدعو المواطنين العرب الى الديمقراطية الامريكية , و الثاني يطالبهم بالركون الى الاستبداد الشرقي , بوصفه الحل الوحيد للمعضلة !ثم يتلاسنان , و يتشاجران , و يتقاذفان التهم و الشتائم , و يصل ضغط المشاهد الى العشرين , و تنتهي المقابلة ,و تبقى الديمقراطية الحقيقية خارج نطاق البحث . ترى محطة تصل الليل بالنهار و هي تضخ على اسماع المشاهدين و ابصارهم دعاوى الفتن الطائفية و المذهبية. ترى عشرات المحطات التي تبث جملة غنائية واحدة , او جملا متشابهة الى حد الالتباس , يؤديها مطربون لهم من طراز ( السكسوكة), ترقص على انغامها نساء عاريات على طريقة تدوير الرأس و لف الشعر بعكس اتجاه عقارب الساعة , .. و يبقى الطرب الحقيقي الذي يدل على الثقافة العربية البائدة خارج نطاق التغطية . ترى محطة تستضيف الخبراء الاستراتيجيين العرب الموالين لأنظمتهم , و كل واحد منهم يحاول ان يوهم المشاهدين بأن نظام الدولة التي يدافع عنها هو الصحيح , و الباقي ..فراطة! ترى مشايخ لا يدري احد من اين جاؤوا بشهاداتهم التي تخولهم اطلاق الفتاوى مثل زخ المطر , يزحمون المحطات الفضائىة بمواعظهم التي تكاد تنحصر في امرين , أحدهما يتعلق بضرورة اطاعة أُولي الامر , و ثانيهما يحلل تعدد الزوجات و يدعو اليه بشغف ,مع ضرورة ان تمعن المرأة في الخضوع للرجل الى درجة تتجاوز درجة العبودية التي نهى عنها الدين الحنيف نفسه . و ترى في ذيل كل محطة سيلاً عارما من رسائل الموبايل القصيرة التي تشير الى ان فلاناً الحلبي يريد ان يتعرف على بنت من اربد , و فلانة المصرية الشقراء بودها كويتي أسمر , و البنت الصومالية مشتاقة لابن نجران الذي لا يفتح الشات .., الى آخر ما هنالك من رسائل عامرة بالركاكة و الاخطاء الإملائية و سخف المعاني .. و مع هذا , و لأننا محكومون بالأمل , سننتظر ما ستقدمه لنا عاصمة الثقافة العربية على موائدها العامرة . medras@scs- net. org |
|