|
الافتتاحية بوش قدم الهدية لإسرائيل, دولة يهودية, ولاحقوق للفلسطينيين بالعودة.. وإسرائيل قدمت الهدية لبوش.. مجزرة في غزة قضى فيها حتى اللحظة /19/ شهيداً وجرح..50 وعلى البساط العربي ترقص الأجساد والسيوف والابتسامات للقادم, جاء يبيع سلاحاً, ويشتري نفطاً, فتدفق الدم العربي ببرقية الرفض, واستمرار المقاومة. أتراهم أصابوا ترتيبات الزيارة بشيء من الحرج?! إلى المقاوم محمود الزهار.. كان الله في عونك.. ملايين العرب تزف بالدموع والحب حسام ورفاقه .. إلى السلالة التي لاتنتهي , سلالة الشهداء.. وهي أيام لإحياء الشهادة.. لو يعلمون كم ازدادت قناعتنا بالنصر.. ولك في جنوب لبنان, والشهيد السيد الهادي أسوة.. لقد كتب الراحل الغالي حسام الزهار ورفاقه بالدم جواباً على رسائل بوش ,من أجل الدولة اليهودية, وإلغاء حق العودة ,ومدّ اليد العربية إلى إسرائيل, وتقديم النفط رخيصاً, كي يستمر قتلنا حيثما ارتفع صوتنا. وهكذا يستمر مداد الدم, يرفض القهر والتخاذل, يؤكد الحق والعدل.. ويؤكد حاجتنا للتضامن العربي. نؤمن بالتضامن العربي ونسعى إليه.. مهمتنا ليست سهلة.تراجعنا من الوحدة العربية الكاملة إلى مجرد تضامن عربي.. والمهمة ليست سهلة ..بل.. أحياناً يبدو التضامن العربي حلماً مستعصياً.. وتزداد ضراوة الاستعصاء في الحلم (المشروع) عندما ترى وتسمع ما يجري! لن نتعسف رأي أحد أو موقفه.. لكن ..أليس من العسف علينا وعلى رأينا وعلى مواقفنا وعلى حقائق ما جرى ويجري في حياتنا اليومية (نحن الشعب العربي أكثره أو كله) أن يحظى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بكل هذا الاستقبال . أعرف أن المظاهر لا تدل بالضرورة على النيات.. أعرف أن الرئيس جورج بوش قد يكون سمع كلاماً آخر في المحادثات, ربما قالوا له مثلاً: عوضاً عن بحثكم عن صون الحقوق السياسية للعربي- وهذه تعني المستقبلين كلهم- صونوا دم العربي... لكن ذلك لا يخفف من صدمة الروح والعقل والضمير.. وهذه الصدمة -لعلّها- السبب الأول والرئيسي في استعصاء الحلم بالتضامن العربي, كما كانت السبب الأول والرئيسي في انكسار حلم الوحدة العربية. لا أريد أن أفرض معاداة أميركا أو رئيسها على أحد.. ولا حتى أن أطالب بذلك أحداً.. لكن.. أميركا هي التي تفعل!! هي التي تفرض علينا العداء.. تفرض علينا (إسرائىل) كما تريد (إسرائىل).. تفرض علينا الخصومات والصداقات.. حتى السلاح تفرضه علينا, شراء أو منعاً كلياً.. والعبرة (إسرائىل) وما تريده (إسرائىل). وأميركا هي التي تنشر في العرب أن عدوهم قوى المقاومة العربية.. وحلم النصر العربي.. والتضامن العربي.. بل .. وسورية أيضاً.. وتطالبهم بمد اليد لإسرائيل دون اعتراض على هتك الدم العربي!! فمن أين تأتي فرصة التضامن العربي?! من أين..?! التضامن العربي ممكن.. الشارع العربي متضامن حول دم الشهداء على الأقل.. أم أن هناك من يظن خلاف ذلك?! رسالة غزة المنكوبة الحزينة اليوم تؤكد حتمية التضامن العربي.. |
|