|
الصفحة الأولى بين العدوان الإسرائيلي والاحتضار الأميركي والتركي في الميدان، ثمة مسافة قصيرة جداً، ذلك أن دخول الإسرائيلي على الخط واستحضاره في هذا التوقيت تحديداً، حيث الهزائم والانهيارات تجتاح معسكر الإرهاب بشكل عام، بات يأتي بمفاعيل عكسية لمنظومة العدوان، لجهة نسفه ما تبقى من الخيارات والأوراق التي لا تزال أطراف الإرهاب تدعي امتلاكها والرهان عليها. الحضور الإسرائيلي الوقح بالعدوان المتكرر وكما أنه سابقاً لم يستطع أن يغير في الخريطة الميدانية والسياسية، فإنه لم ولن يستطيع اليوم أن يغير في عناوين وحوامل المشهد التي رسمها ورسخها الجيش العربي السوري ببطولاته وتضحيات شهدائه الأبرار، من هنا يبدو استحضار الإسرائيلي مجرد نوع من الاستعراض والمناورة لرفع العتب والمعنويات، وربما يكون نوعاً من المغامرة غير المحسوبة التي قد تؤدي إلى بتر الذراع الإسرائيلية في الميدان السوري. بكافة الأحوال، يبدو المشهد بشقيه، مشهد الانتصارات المطردة التي تحققها سورية بجيشها الباسل على جبهات الشمال، خصوصاً بعد تطهير وتحرير كامل مدينة حلب من الإرهابيين، ومشهد الانكسارات والانهيارات التي تلف المجاميع الإرهابية من كل اتجاه، قد تحول إلى كابوس مرعب يضغط على كل أطراف الإرهاب - النظام التركي والولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني وهو الأمر الذي يضع الأمور أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول هو خيار خضوع ورضوخ أطراف الإرهاب للأمر الواقع ومن ثم تسليمهم واستسلامهم لحقائق التاريخ والجغرافيا والميدان، والتصرف وفقاً لذلك، أما الثاني فهو خيار المضي قدماً بالتصعيد الذي يشرع بدوره الأبواب أمام تلك الأطراف على التداعيات الكارثية بالنسبة لهم. |
|