|
عن موقع فالمية الطيران الروسي عاقب (المتطرفين) بينما ضرب الطيران السوري المدفعية التركية والنتيجة كانت موت العديد من جنود (السلطان) رغم كل الدعم العسكري لحماية الإرهابيين في إدلب، وبعد مفاجآتها أمام رد الفعل السوري والعناد الروسي عادت تركيا إلى ما تجيد فعله ألا وهو طلب الحماية من بلاد العم سام، فالسذج الذين يظنون أن أردوغان يمكن أن ينتقل من دائرة الناتو يضيعون وقتهم، أنقرة الآن تطلب صواريخ باتريوت من الولايات المتحدة لإبعاد روسيا من أجواء إدلب وهذه محاولة أميركية ودخول على الخط من جانب (الإمبراطورية). الناتو اندفع ليبث على تويتر فيديو دعم لتركيا لكن ما رأيناه في آخر مرة أن الدعم يتوقف هنا فقط ليبهج العقول الساذجة، والأحرى أن ردود الأفعال الأميركية كانت أكثر إثارة لأنه لا الناتو ولا الولايات المتحدة لديهم النية بدعم تركيا في هذا الملف، وحركات جيفري الخرقاء لا تقنع أحداً خاصة الأتراك. كما أن المفاجأة جاءت من (التحالف الدولي) في العراق وسورية، حيث أعلن الناطق الرسمي أن (إدلب كانت جاذبة للمجموعات الإرهابية) فهذه الأصوات المتنافرة هي انعكاس للانقسام العميق في واشنطن بشكل عام وفي البنتاغون بشكل خاص، وما نراه اليوم أن تركيا تقف على حافة نزاع حقيقي مع روسيا و(السلطان) أردوغان على مفترق طرق، كما لم يكن كذلك من قبل خلال مسيرته السلطوية، وأيضاً قد لا يكون في آخر مفاجآته، فهناك تقرير لمؤسسة راند (مركز بحث وتطوير يقدم التحليل لمكتب وزير الدفاع وهيئة الأركان التابعة للجيش الأمريكي) يشير إلى أن انقلاباً جديداً يمكن أن يحدث ضد أردوغان، وأن شيئاً ما يتم التحضير له في تركيا، ومن غير المحتمل هذه المرة أن ينقذ الروس (السلطان) لأن حرب إدلب كشفت ما كان يستشعره الجميع منذ زمن طويل: الهوة الواسعة والمستحيل ردمها بين موسكو وأنقرة حول سورية، لأن الاتفاقات التي حصلت في سوتشي لم تحترمها تركيا مطلقاً ولم تكن سوى وسيلة لكسب الوقت وإنقاذ ما يمكنها من إرهابيين ضد حلفاء موسكو. فكيف لموسكو أن تثق بأردوغان وأن تتأكد من أنه لن ينقل أسراراً إلى الناتو أو أنه لن يستخدم s400؟!. بالرغم من أن الاتفاق الأولي لتسليم بطاريات هذه الصواريخ ينص على تسليمها في العام القادم، إلا أن روسيا سئمت من مماطلات تركيا التي لم تفعل شيئاً لفرملة الإرهاب الذي زرعته في الشمال السوري، وتحول دون أي تحرك يؤدي الى استقرار سورية، وفي هذه الحالة روسيا ليس لديها سوى مخرج وحيد لإخماد (السلطان) هو استخدام القوة ولا خيارات أخرى، لأن روسيا لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي، وقد تذهب الأمور بعيداً حين تطلق روسيا إنذاراً أخيراً إلى تركيا التي تحاول بكل ما تستطيع حماية الإرهاب في إدلب. فإذا كان إرهابيو إدلب يعتمدون على أدروغان لإنقاذهم عليهم أن يتخلوا عن أوهامهم لأن حصيلته في محاولاته غزو الأراضي السورية باءت بالفشل التام وتهديداته المتكررة ليس لها أي مفعول. حلب الآن باتت آمنة وسكانها لن يتعرضوا بعد الآن لقذائف الإرهاب، وقد تحقق الجانب التركي هذه المرة بأن الروسي لا (يمزح) وأنه صلب في هذا الأمر، وبالنسبة للأوروبيين فرنسا واليونان وأيضاً إيطاليا شكلوا تحالفاً ضد تركيا لأنه في أوروبا لا أحد يرغب في رؤية امبراطورية عثمانية جديدة على حدوده، أردوغان يلعب بالأوروبيين كما فعل مع ميركل التي فاوضته من ورائهم واستقبلت مليون لاجىء في ألمانيا جنى أردوغان الكثير من الأموال جراء ذلك. هذه الأخطاء الاستراتيجية أتاحت لـهذا (السلطان) أن يتخيل بأن لديه الحق في ضم أراض سورية أبعد من حدوده ليستجلب لاجئين آخرين ويقبض عليهم، وهكذا يبدو له أن من حقه مهاجمة الجيش السوري وسط أراضيه. هذا الرجل خطير.. ما زال يعيش في أحلام الماضي البعيد بمهمة دينية يسند إليها وظيفة سياسية، فهو يرسل قواته إلى ليبيا كما إلى شمال سورية ويريد التمدد إلى البلقان، ففي اسطنبول هناك بروباغاندا بأن البوسنيين ليسوا من السلافيين إنما هم أتراك فهذا العثماني الشرير لا يحلم إلا بإعادة إنتاج امبراطوريته القديمة بالحديد والنار، هو يريد إدلب ظناً منه أنه سيستعيد سلطة تركيا القديمة التي فقدتها مع التقسيم الإمبريالي للمنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، يضاف إلى هذا الصراع مصالح واشنطن والناتو التي على أساسها يتم دعم جهود أردوغان في إدلب، وهذا ما كان واضحاً في تصريحات مايك بومبيو الأخيرة بعد مقتل الجنود الأتراك حيث أرسل تعازيه لتركيا قائلاً: (نحن إلى جانب حليفنا التركي في الناتو). الهدف الحقيقي لتركيا هو ضم أراض سورية، وتوسيع حدودها الجنوبية وحالة الاعتداء واضحة لكن سورية لن تقبل بذلك، وهي بحاجة لإعادة أراضيها ووحدتها كاملة، أيضاً روسيا بحاجة إلى تنفيذ التزامها مع سورية بتحرير إدلب ويبدو أن وقت الحساب مع أردوغان قد آن أوانه. |
|