تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهجرة المعاكسة تثير قلق (إسرائيل)

شؤون سياسية
الأربعاء 28 /3/2007
حكمت فاكه

منذ بداية الألفية الجديدة, أصبحت ظاهرة الهجرة المعاكسة من (إسرائيل) والاستقرار نهائياً خارجها,

تشكل كابوساً حقيقياً للساسة الإسرائيليين, وقد وصل الأمر برئيس الوزراء الأسبق- اسحاق رابين- أن وصف المهاجرين من إسرائيل (بأنهم أحقر أنواع الطفيليات) بينما اقترح بنيامين نتنياهو فرض غرامات على الإسرائيليين عن كل يوم يقضونه خارج إسرائيل, بل وحرمان كل من يقضي سنتين وأكثر من أية مساعدة مادية حكومية.‏

لكن في سياق مضاد أظهر استطلاع أجراه المجلس الصهيوني أن أعداداً كبيرة من الإسرائيليين يفكرون أكثر من أي وقت مضى في مغادرة الكيان الصهيوني بل أكدت نتائج الاستطلاع أن 50 بالمئة من الإسرائيليين العلمانيين فكروا أخيراً في الهجرة من إسرائيل أوهم التقوا بإسرائيلي هاجر أو يفكر في القيام بهذه الخطوة.‏

والجدير بالذكر أن لجنة( الهجرة والاستيعاب والشتات) في - الكنيست الإسرائيلي وفي جلسة خاصة يوم السابع من شهر تشرين الأول 2006 تم بحث هذه الظاهرة- المقلقة- حيث ذكر موقع صحيفة- يديعوت أحرونوت- الالكتروني في اليوم نفسه أن الإحصائيات التي عرضت في اجتماع ( اللجنة) تؤكد على أن عدد المهاجرين الإسرائيليين من أصول أوروبية شرقية هو خمسة أضعاف عدد المهاجرين الإسرائيليين من (أصول إسرائيلية).‏

وبحثت اللجنة في دراسة أعدتها وزارة الهجرة والاستيعاب, وضع المهاجرين إلى إسرائيل من دول المنظومة السوفييتية السابقة بين عامي 1989 -,2002 حيث بينت تلك الدراسة أن نسبة 7,4 بالألف من هذه الشريحة عادت وغادرت إسرائيل خلال الفترة نفسها قياساً إلى نسبة 1,5 بالألف من الإسرائيليين المولودين في إسرائيل, وأن عدد الذين غادروا إسرائيل في الفترة نفسها المذكورة بلغ 72 ألف شخص من أصل 939 ألفاً كانوا قد هاجروا سابقاً.‏

والمخيف في نظر دوائر صنع القرار الإسرائيلي أن المهاجرين هم أساساً من فئة الشباب 25-42 سنة وغالبيتهم العظمى من حملة الشهادات الجامعية.‏

فقد أظهرت الدراسات أن من الأسباب الرئيسية لهجرة الإسرائيليين, إضافة إلى الاعتبار الأمني وتدهور الاقتصاد, وارتفاع معدلات البطالة, وعنصرية وفوقية المتدينين رغبة الطلبة والباحثين في متابعة دراستهم في الخارج, حيث الظروف أفضل مما هي في إسرائيل, وأن العديد من الطلبة الذين يتخرجون من الجامعات الأجنبية يعودون إلى إسرائيل لكنهم لايندمجون في الثقافة الإسرائيلية فيفضلون العودة إلى البلدان التي اعتادوا على ثقافتها وأنظمتها سواء الاجتماعية أو المالية.‏

وعلى الرغم من التعتيم على الهجرة المعاكسة, إلا أن(الوكالة اليهودية) اعترفت ضمناً بأن الهجرة من إسرائيل مستمرة, حيث قالت في تقرير حديث صدر في الأول من كانون الثاني 2007 أن نسبة اليهود الذين يهاجرون سنوياً إلى إسرائيل من أنحاء العالم قد انخفضت بعد العدوان على لبنان بشكل يثير الانتباه والقلق. ووفقاً لهذا التقرير وصل مستوى ذلك الانخفاض إلى درجة لامثيل لها خلال ثماني عشرة سنة الأخيرة. كما أن صحيفة- هآرتس- نشرت في 7 كانون الثاني 2007 دراسة قام بها- مركز شالوم- أي( مركز السلام) في القدس, أكدت أن ( العقول المفكرة والخبيرة والباحثة تفر إلى خارج البلاد).‏

وأن إسرائيل أصبحت رقم(1) في تصدير العقول إلى الولايات المتحدة قياساً بالنسبة السكانية وفي هذا الإطارقال-عومر مؤاف- الذي أشرف على هذه الدراسة إنه( من الخطأ قبول الاصطلاح الشائع بأن تلك العقول تسافر إلى الولايات المتحدة لمدة سنتين أوثلاث سنوات ثم تعود, بل الواقع أن الأغلبية الساحقة من هذه العقول تبقى خارج البلاد).‏

ووفقاً للمعطيات التي عرضها- دايان- فإن خمسة ملايين يهودي يعيشون حالياً بين البحر والنهر, بينما سيعيش في المنطقة نفسها والأرض 15 مليون شخص يشكل اليهود منهم 45 بالمئة فقط. وهذا التطور الأخير أكدته دراسة أعدها البروفيسور- أرنون سوفر- من جامعة حيفا, وأشار فيها إلى الوضع السكاني بين اليهود والعرب يقترب بسرعة من حالة التعادل , إذ مقابل خمسة ملايين يهودي, يوجد الآن, 1,2 مليون فلسطيني في ال 48 إضافة إلى 1,2 مليون فلسطيني في قطاع غزة و2,8 مليون في الضفة الغربية. ويعتقد البروفيسور -سوفر- أن عدد اليهود سيصل في عام 2002 إلى 6,3 مليون نسمة تقريباً على افتراض ارتفاع الهجرة إلى إسرائيل بحجم 50 ألف يهودي في العام, علاوة على التكاثر الطبيعي القائم في إسرائيل حالياً بينهم 2,1 مليون عربي داخل حدود 48-و2,5 مليون فلسطيني في قطاع غزة و3,3 مليون فلسطيني في الضفة الغربية. وبالإجمال سيكون هناك 8 ملايين فلسطيني في المنطقة الواقعة بين البحر والنهر مقابل 6,5 مليون إسرائيلي فقط في عام ,2020 وحبل التزايد الفلسطيني على الجرار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية