تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تعثر إقلاع معمل أعلاف طرطوس... اتهامات متبادلة بين الشركة المنفذة والمؤسسة

مراسلون
الأربعاء 28 /3/2007
عماد هولا- محمد زهرة

يحتاج قطاع الثروة الحيوانية, في محافظة طرطوس إلى كميات كبيرة من الأعلاف وتقدر حاجتها للأبقار فقط ب 34 ألف طن سنوياً,

وفيها أكثر من 125 ألف رأس من الماشية, وحوالى 12 مليون طائر فروج.‏

ومن أجل ذلك تم إنشاء معمل للأعلاف في طرطوس ومثله في عدرا وقد انتهت أعمال بناء المعملين وتجهيزهما بنهاية عام 2004 لكنهما لم يوضعا في الخدمة حتى الآن.‏

وفي التفاصيل: أوضحت المؤسسة العامة للأعلاف أن لجان الاستلام المشكلة لم تتمكن من استلام المعملين لعدم جاهزيتهما حيث تم ابلاغ الشركة الإيطالية المنفذة بضرورة إجراء بعض التعديلات بما يتناسب مع العقد وبتاريخ 19/5/2005 تم إضافة فنيين إلى لجان الاستلام الأولى وأجريت التجارب بحضور خبراء من الشركة إلا أن الاستلام لم ينجز فأبدت اللجان مجموعة كبيرة من الملاحظات الفنية والمخالفات التعاقدية أهمها ما يتعلق بزمن الخلط ونسبة التجانس, وعدم وجود لجنة إشراف من قبل المؤسسة لمواكبة عمليات التنفيذ والتركيب.‏

من الناحية الفنية أيضاً هناك بعض التناقضات مابين دفتر الشروط الفنية والعرض الفني والعقد يوجد خلل كبير في عملية ربط جسم المعمل مع الهيكل المعدني لبناء المعمل حيث تمت عملية الربط بوساطة لحام كهربائي بدلاً من وصلهما بطريقة فنية لتتحمل عمليات الاهتزاز.‏

ولوحظ عند تشغيل المعمل حصول اهتزازات كبيرة وخاصة في أماكن تواجد الجاروشة وآلة الكبسلة وهذا سيؤدي إلى فك اللحام وبالتالي احتمال انهيار المعمل بعد زمن قصير من تشغيله.‏

والكلام هنا لأعضاء اللجنة من كليتي الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق, كما أن عامل الأمان في المعملين شبه مفقود وخاصة مايتعلق بشبكات البخار وضغط الهواء.‏

وعقدياً قامت الشركة المنفذة عند تقديمها العرض الفني بالموافقة على أغلب الشروط الواردة في دفتر الشروط وكذلك الأمر وقعت العقد رغم احتوائه علي مايخالف عرضها الفني إلا أن الشركة عند ند التنفيذ لم تلتزم بما وقعته كما أن هناك قصوراً كبيراً في تنظيم العقد من الناحية ا لفنية حيث تم إفساح المجال للشركة لتقديم الحد الأدنى من المواصفات الفنية لبعض أجزاء المعمل, وبناء عليه عقدت المؤسسة عدة اجتماعات مع الشركة المنفذة وإجراء العديد من المراسلات لحل الخلافات والأمور العالقة وخاصة مايتعلق بزمن الخلط الذي نص عليه العقد وكمية الإنتاج بالساعة, حيث تبين أثناء التشغيل التجريبي لمعمل طرطوس أن الطاقة ا لإنتاجية للمعمل تتراوح بين(15-17) طناً بالساعة وبزمن خمس دقائق للخلطة الواحدة.‏

من ناحيتها أوضحت الشركة الإيطالية من خلال الفاكس الذي وردنا منها أن زمن الخلط يمكن أن يكون 4 دقائق على الأكثر وأن استخدام أزمنة أطول من ذلك سيؤدي إلى فصل الخلطة وبالتالي الحصول على منتج ذي نوعية سيئة وأكدت مصادر الشركة أن زمن الخلط المعتمد في سورية وفي معامل الأعلاف الأخرى في إيطاليا ودول العالم الأخرى هو حوالى3 دقائق على الأكثر (وهو الزمن المثالي لإنتاج عشرين طناً في الساعة) .. وهذه هي نقطة الخلاف بين الشركة والمؤسسة العامة للأعلاف بالإضافة إلى مشكلة اهتزاز التجهيزات, فقد بينت الشركة الإيطالية( جي وجي) أن آلات الجرش والكبسلة مجهزة بمخمدات مناسبة ومدروسة ومطابقة للمواصفات العالمية.‏

أما عن ربط التجهيزات بهيكل المعمل بوساطة اللحام الكهربائي فهذا الأمر تعود مسؤوليته للمؤسسة وللإسكان العسكرية المنفذة لبناء الهيكل الخارجي للمعمل.‏

بدوره قام السيد محا فظ طرطوس برفع كتاب إلى السيد وزير الزراعة بتاريخ(10/1/2007) يطلب فيه ضرورة استلام معمل الأعلاف بطرطوس ووضعه بالخدمة وذلك لتأمين احتياجات الثروة الحيوانية من الأعلاف في المحافظة والمحافظات المجاورة لها.‏

أخيراً نعتقد أن وضع المعمل في الخدمة أصبح حاجة ملحة وضرورة تفرضها حاجة المحافظة والمحا فظات الأخرى من الأعلاف دون النظر إلى كمية الإنتاج الساعية.‏

فهل سيوضع هذا المعمل في التشغيل الفعلي.. أم أن مصيره سيكون التآكل والصدأ وربما الإلغاء كلياً?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية