|
|
شباب وكانت مهنة مندوب المبيعات, المهنة الأكثر رواجاً واستيعاباً للعاطلين الجدد عن العمل.. فهي مهنة واقعية وبسيطة لا تحتاج إلى مسابقات للتوظيف وملاحقة معاملاتها والبحث عن معارف للقبول فيها..ثم أن الخبرة غير مطلوبة , ويكفي أن تقول إنك جامعي لتنال ثقة شروط التوظيف: المظهر الحسن, واللباقة في الحديث, ثم لا يهم بقية المواصفات العلمية سواء كتت خريج طب أو علوم, فكله في مهنة مندوب المبيعات سواء. ولأن شروط العمل غضت بصرها عن موضوع الخبرة, يصبح لزاماً على عاطل عن العمل أن يغض نظره هو الآخر عن البضاعة التي سيكون مندوب مبيعاتها: منظفات, أدوات تجميل,ألعاب, عطور, هدايا..ويكفي أن ينظر إليها, كما قال لي رب العمل في أولى محاضراته لي قبل أن يسلمني البضاعة, بوصفها (مهنة شريفة وبالحلال, وسقف دخلها المادي مفتوح... أنت وشطارتك). أنا وشطارتي..شرط لازم لاستمر في مهنة لا تعرف إلا الشطارة, و(خلي الشهادات على جنب), والشطارة في مهنة مندوب المبيعات ستبقى في الغالب مرتبطة بالدرجة الأولى بالبضاعة التي يروج لها المندوب, وبموجب ذلك سيكون أسوأ شطارة, هو أن تروج موسوعات أوكتب أو أي وسيلة ثقافية وما شابهها..أما أكثر الشطارة حظوظاً, فهي البضاعة التي تتعلق بتجميل النساء ورشاقتهن, وأن شاءت البضاعة زبائن رجال, فلا مفر من أن تدخل تحالفاً مع فتاة لتشكلان فريقاً واحداً, سيلعب لاحقاً دوره في إزالة حاجز عدم الثقة أو الخوف, بينك كمندوب مبيعات وبين الزبون الذي يتوجس خيفة منك لكثرة ما يسمع عن قصص مندوبي المبيعات. وسواء تحسنت ظروف شطارتك أو ساءت, ارتفع سقف دخل مهنتك المؤقتة أم انخفض, تبقى مهنة مندوب المبيعات أفضل من الانتظار عاطلاً عن العمل...شريطة أن تحتمل غلاظة الزبائن, أسئلتهم المريبة, تعليقاتهم (البايخة), ونظرة الشك والاستغراب...(للحديث بقية). |
|
