تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحاكورة ... العماد الأول لاقتصاد الأسرة الريفية

اقتصاد الأسرة
الأربعاء 28 /3/2007
ياسر أبو نقطة

الحياة في الريف تختلف عنها في المدينة ففيها الماء الصافي والهواء النقي والمساحات الخضر المنقطعة النظير, وضمن هذه التفاصيل إذا ما أضيف إليها التصميم الفريد للبيوت الريفية من أرض ديار وشرفات وحواكير, يصبح النشاط المنزلي كبيراً للغاية.

وهنا تتفوق الأسرة الريفية على المدنية فيما يتعلق بالإنتاج المنزلي وتشكيل نواة لاقتصاد صغير يخفف كثيراً من الاعباء المالية المترتبة على الأسرة في مجتمعنا,ومن جملة النشاطات الاقتصادية المتوفرة في البيت الريفي نلاحظ:‏

1- إنتاج الزيت: فقلما نجد بيتاً ريفياً لا يضم أشجار الزيتون في حديقته (حاكورته), وتكون أصغر حاكورة عادة قرابة نصف دونم أي إنها تضم نحو تسع شجرات تعطي ما معدله 300 كيلو غرام من مادة الزيتون, أي نحو ثلاث صفائح زيت زنة 16 كيلو غراماً. وبملبغ اجمالي يقارب تسعة آلاف ليرة على اعتبار أن (السطل) الواحد حام سعره حول 2500 ليرة سورية.‏

ويكون الإنتاج من أفضل وأنقى أنواع الزيت كونه مضموناً مئة في المئة, وهذا لا ينفي بالطبع حاجة الأسرة إلى كمية أخرى من مادة الزيت تبعاً لعدد أفرادها لكنها بالطبع تخفف من الاعباء الكاملة والثقيلة.‏

2- الليمون: نادراً ما يكون هناك بيت ريفي دون شجرة ليمون موسمية أو شهرية, تشكل رافداً كافياً لهذه المادة المطلوبة على مدار اليوم في شتى أنواع الأطعمة والمأكولات.‏

3- العنب: معرشات العنب بأنواعه الزيني والبلدي والمدور, تكون من سمات المداخل الرئيسية والشرفات الخارجية للبيوت الريفية تزرع منها عدة أنواع في أماكن مختلفة من البيت, وينشأ لأجل امتدادها معرشات معدنية على أطراف البيت وحتى فوق السطح, تنتج النسبة العظمى من الطلب, وتسد فجوة كبيرة من حاجات ومفردات الضيافة لتلك البيوت.‏

4- أعشاب وحشائش وخضر متنوعة: لا تزال الحاكورة ذات المساحة من نصف دونم إلى دونم كامل تسمح لنا بزراعة بعض الحشائش والخضار الضرورية, والمرغوبة بشكل يومي مثل النعناع, المقدونس والكزبرة,السبانخ, الملوخية, الفريز.‏

كل هذه الخيرات تجعل من الحاكورة رافداً فعالاً للاقتصاد المنزلي ومشغلاً لإنتاج أفضل وأشهى الخضار والفواكه التي تحتاجها أسر مجتمعنا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية