|
اقتصاديات حضر المنتدى عدد كبير من مندوبي دول آسيا وافريقيا وحظي برعاية ودعم ملحوظين من قبل مؤسسات الدولة الروسية (رئاسة الجمهورية- البرلمان- المجلس الاتحادي- وزارة الخارجية- وزارة الطاقة والصناعة- اتحاد غرف التجارة والصناعة- وكالة الفضاء الروسية ..وغيرها) من ابرز النتائج التي توصل اليها المنتدى تأسيس مركز للتعاون العلمي والتقني بين روسيا وآسيا وافريقيا مقره موسكو مع التوصية بالعمل على انشاء مراكز موازية له في الدول الاسيوية والافريقية يوكل اليها مهمة توجيه وتنسيق التعاون العلمي والتقني او بصياغة اخرى التعاون الاقتصادي بين روسيا الاتحادية ودول آسيا وافريقيا. من خلال الكلمات التي القيت في هذا المنتدى والمداولات التي جرت في اطاره والاتصالات التي اخذت طابعا ثنائيا في سياق اعماله يتكون لدى المهتم جملة من الانطباعات جديرة بالتأمل والتسجيل من ابرزها: احساس الذين تحدثوا من دول اسيا وافريقيا بقساوة ومرارة المناخ السائد حاليا في ظل النظام العالمي القائم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والذي قاد الى تفرد الولايات المتحدة الامريكية بقمة العالم كقوة وحيدة مسيطرة دون منازع حقيقي حتى الآن نبرة الشكوى ونفحة الاسى لم تخل تقريبا من اية كلمة القيت في هذا المنتدى من قبل مندوبي دول آسيا وافريقيا حتى ان البعض خاصة من الدول الافريقية الح على الماضي وكأنه يريد استحضاره لالغاء الحاضر فذكر بالعبودية والنهب المنظم الذي مارسته اوروبا والدور السوفييتي في تحرير افريقيا ومواجهة قوى الهيمنة الغربية مطالبا روسيا اليوم اي روسيا الاتحادية بألا تكون وريثا سياسيا فقط انما ايضا وريثا اخلاقيا لروسيا السوفييتية الوراثتين السياسية والاخلاقية معا- حسب رأي هؤلاء- ستساعد دول القارتين الاسيوية والافريقية وشعوبهما على التقليل من مرارة الاسى والتخفيف من مشاعر اليتم التي يشعر بها حاليا في ظل نظام عالمي لا حق فيه الا لقوي ولا واجب فيه الا على ضعيف. بالمقابل كانت نبرة الرسميين الروس مختلفة بعض الشيء هم اعربوا لمندوبي آسيا وافريقيا عن تفهمهم لمشاعر القلق وتعاطفهم مع نبرة الشكوى التي تحدثوا بها كما اكدوا بان روسيا اليوم ستعمل على تنشيط دورها وزيادة حيويته في آسيا وافريقيا وما انعقاد المنتدى الا رسالة في هذا الاتجاه لكن في الوقت نفسه اوضحوا بان التعاون الروسي الاسيوي الافريقي يجب ان يقوم على قواعد جديدة جوهرها الادراك الكامل والتفهم العميق بان العلاقة يجب ان تكون لمصلحة الطرفين وليس لمصلحة طرف وعلى حساب طرف اخر. فامكانيات روسيا اليوم هي اقل من امكانيات الاتحاد السوفييتي في الماضي كما ان قدرات الغرب اليوم هي اكبر من قدراته في الماضي فالعلاقات بين الدول هي لقاء مصالح قبل ان تكون عناق مشاعر لروسيا امكانياتها ولها مصالحها وكذلك لدول آسيا وافريقيا امكانيات كبيرة ولها مصالح عديدة ايضا والمطلوب هو توظيف عقلاني لتلك الامكانيات لخدمة مصالح الطرفين ذلك هو الطريق الفعال لتعزيز التعاون وتطوير مجالاته وتعديل موازين القوى السائد حاليا على الساحة العالمية. أرى ان روسيا واقعية فيما تشعر ومحقة فيما تطالب فروسيا اليوم غير روسيا السوفييتية بالامس وان النمط السوفييتي بالتعامل مع آسيا وافريقيا قد زال بزوال العصر السوفييتي. روسيا اليوم غير قادرة واغلب الظن غير راغبة في ان تكون جمعية خيرية تعطي بلا مقابل وتقرض بلا حساب. فهل تدرك دول وشعوب آسيا وافريقيا ذلك? واذا ادركته هل ستعترف لروسيا الصديقة بأحقيته ومشروعيته?!. |
|