|
معا على الطريق تتناول الألسنة الأمريكية القريبة من أفواه صناع القرار كلاماً عن سيناريوهات متعددة لمستقبل ورثة محمد علي جناح منذ عام 1947 تتنازعها ثلاثة: انقلاب عسكري وآخر مدني وثالث تشريعي, أو ربما مزيج من اثنين أو الثلاثة معاً. لقد كان الجنرال مشرّف يعلم جيداً وهو ينزل من الطائرة التي كانت تقلّه من سيرلانكا في 12 تشرين الأول 1999 حين اتهم نواز شريف بمحاولة إسقاط مركوبه الطائر, أن الضالعين في علم بلد السند والبنجاب وفقهاء لغة الأردو يعون أن من يريد الإمساك بمفاصل هذه المنطقة الحامية من العالم يجب أن يضع في جيبه أو قصره ثلاث ورقات ذهبية هي: أمريكا والجيش والله. إنه مثلث لا مناص من مقاربته في بلد تركه أبوه الروحي يتقلّب فوق بهار شبه القارة اللاذع والحروب المتعددة في مركزها كشمير, وانسلاخ جناح من أجنحة محمد علي إلى بنغلاديش ..والآن تبدو أمريكا في ذروة توترها من الله الذي تخلى عنها في مغاور وزيرستان, وها هم الملالي يجولون الحدود الوعرة يقهقهون من منظر حكومة كابل المخصية, فيما الجيش الباكستاني لا يزال يحنّ إلى إعادة أبنائه الطالبان إلى بيت الطاعة بدل أن يواجههم حسب الأجندة الأمريكية. ليست القضية قضية إقالة كبير القضاة افتخار محمد شودري بعدما رفض طلب مشرّف منه تقديم استقالته, بل القضية جزء من جغرافيا اختلط فيها النووي بالميتافيزيقي والمذاهب بالأفيون وطرق النفط والغاز بلهجات السند والهند والبشتون والبلوش, وهذا ما يعرفه مشرّف تماماً منذ وقوف الجنرالات معه عندما كان يهبط من الطائرة لمجرد أنهم شركاء في التنس!!. بين عسكر ومدنيين ترنحت الدولة النووية المسلمة, أيوب خان وأحكامه العرفية, ثم قبر عسكري لذي الفقار علي بوتو, ومرارة بين ابنته بينيظير وضياء الحق حتى ترحيل نواز شريف على يد مشرّف..سنوات في الغليان ولعنة الجغرافيا وتسريب أسرار القنبلة النووية على يد أبيها الباكستاني عبد القدير خان أوحتى آخر ماركسي على بحر اليابان. إسلام أباد (مقر الإسلام) تنوء بأحماله, وصحيح أن عين الأساطيل مفتحة على طهران, لكن البلد التي دخلها الإسلام بين عامي 710 و716 خلال العصر الأموي وجاءها محمد القاسم كأول حاكم وتقلّبت بين والمماليك والمغول والهندوس والبريطانيين, هي النقطة التي تظهر في نهاية التلسكوب الأمريكي. |
|