تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«قناة البحريـن» الأردنيون يتندرون ..«إسرائيل» تعد بالماء النقي وتمدنا بمياه المجارير؟!

اقتصاد عربي دولي
الأثنين 2-4-2012
إعداد - بتول عبدو

لا يتفاءل الشعب الأردني كثيرا بما يصدر عن صانعي القرار في بلادهم , فما يصدر عنهم من قرارات, لا يخدم بالضرورة مصالح الشعب الأردني,

خاصة ان «الكيان الصهيوني» لهم بالمرصاد, فمنذ سبعينيات القرن الماضي,وعندما طرح مشروع ربط البحر الأبيض بالميت من قبل «إسرائيل» عبر «قناة البحرين» على أنه مشروع مشترك ( وطبعا التكاليف الباهظة للمشروع لم تمكنهم من القيام به في ذلك الوقت) أدرك الشعب الأردني أن «إسرائيل» لن تضع يدها بمشروع مالم يعد بالنفع الأكبر عليها لا عليهم.‏

وبعدها تم الحديث عن فتح قناة جديدة «قناة البحرين» تربط الميت بالأحمر, وقد اتفق الأطراف الثلاثة على تمويل المشروع وعلى حصص تقاسم المياه المحلاة.‏

ومطلع الأسبوع الماضي أعلنت احدى الشركات الأوروبية , عن عزمها لتمويل هذا المشروع, الامر الذي تلقفه المواطنون الأردنيون بالتندر والسخرية على مشاريع تتشارك فيها بلادهم مع العدو الإسرائيلي , فقد كتب احد القراء معلقا على الخبر «حبي وإخلاصي لبلدي الأُردن يدفعني للتحذير و أخذ الحيطة من هذه المشاريع،و كما كان البعض يتفاءل بمعاهدة السلام التي من المفروض ان نستعيد من خلالها مياهناوحقوقنا، وبالنهاية وصلتنا مياه المجاري».‏

المواطنون الأردنيون يحملون الكيان المسؤولية الكاملة عن انخفاض منسوب البحر الميت بعد أن حولت مياه نهر الأردن التي ترفده إلى المشاريع الزراعية الخاصة بها غربي النهر. المشروع بالنسبة للشعب الأردني استراتيجي « في حال استوفوا حصتهم كاملة مما سيوفره لهم من مياه الشرب»‏

كارثة مائية‏

وبحسب وزارة المياه الأردنية: فإن مشروع قناة البحرين استراتيجي ولا يمكن التراجع عنه,والأردن يسعى لتنفيذه بتمويل دولي وبشراكة مع «إسرائيل» وفلسطين, وأضافت انه في حال تخلى البنك الدولي عن تمويله, او تراجعت «إسرائيل» وفلسطين عن المشاركة فيه,فان الأردن سينفذ المشروع بتمويل ذاتي.‏

الأردن, انطلاقا من هذا المشروع, سيتجنب كارثة مائية واقعة لا محالة, بحلول الأربعة عقود القادمة, حيث تعتبر المملكة ثالث أفقر دولة بالعالم من حيث مصادر المياه ولا تزيد حصة الفرد الأردني من المياه سنويا عن 140 م 3 مقارنة ب 1000 متر مكعب هي متوسط حصة الفرد عالميا, وهي إلى ذلك تعاني عجزا مائيا يقدر بنحو 500 مليون متر مكعب سنويا.‏

ويقوم مشروع «قناة البحرين» على إنشاء خط ناقل للمياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت بطول 180 كلم لنقل حوالي 1900 مليون م 3 من المياه سنويا وبكلفة تبلغ حوالي ملياري دولار في المرحلة الأولى.‏

وفي مرحلة ثانية يقوم المشروع - وفق وثائق صادرة عن وزارة المياه الأردنية- على الاستفادة من فرق المنسوب بين البحرين الأحمر والميت والبالغ نحو 400 متر, لإنشاء محطة توليد كهرباء, ومحطة لتحلية حوالي 850 مليون متر مكعب من المياه سنويا , وهي معدة لتزويد الأردن بماء الشرب وضخ المياه إلى البحر الميت،وقد دخل المشروع الحيوي للدول الثلاث حيز التنفيذ عندما زار فريق دولي من الباحثين والدارسين الأردن لدراسة الآثار البيئية لهذا المشروع في عام 2009 .‏

إنقاذ «الميت»‏

جديد المشروع تمثل في إعلان شركة «ميد» الإيطالية عن استعدادها لتمويل مشروع قناة البحرين بخمسة مليارات دولار وبفائدة ضئيلة جدا.‏

ويتوقع أن يوفر مشروع البحرين في حال إنجازه مصدرا آمنا ومستقرا لإمداد الأردن بماء الشرب، وكذلك سيحدث المزيد من فرص الشغل, في محطات ضخ وتحلية ومعالجة مياه البحر.‏

ويقول خبراء البيئات البحرية انه من أول وأهم منافع هذا المشروع «إنقاذ البحر الميت من الزوال, حيث يقع في أكثر بقاع العالم انخفاضا (417 مترا أقل من سطح البحر) و يفقد مترا واحدا من منسوبه سنويا, نتيجة تحويل «إسرائيل» لمصبات نهر الأردن، حيث هبط مستوى البحر 24 مترا وفقد نحو 30% من منسوبه.‏

وبينما كان المسطح المساحي للبحر حوالي 950 كلم2، أصبح الآن أقل من 630 كلم2 بحسب بيانات وزارة المياه الأردنية التي تؤكد أن البحر سيزول تماما بحلول العام 2050 إذا لم يتم إنقاذه.‏

واذا مابقينا في الجانب البيئي , نشير الى تحذيرات خبراء البيئة, من أن مشروع قناة البحرين, سيؤدي الى إغراق أراض أردنية نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر, من بينها طرق حيوية جنوب المملكة. وشرح الخبير الدولي في مجال البيئة سفيان التل: إن الخطر الأبرز, هو تحويل البحر الميت الذي يعتبر إرثا بشريا متفـــردا إلى بحرحــــي، إذ إن القنـــاة ستنقل له أنواعا جديدة من الأحياء المائية, ويحذر أيضا من الضغط على منطقــــة حفـــرة الانهـــدام مما ينــذر بحدوث زلازل مدمرة».‏

مشروع «ربط البحرين» سيستغرق خمس سنوات, وفي حال تم تنفيذه فانه سيغطي احتياجات الأطراف الثلاثة من المياه, و ستحصل المملكة على نحو 570 مليون م 3 من المياه العذبة سنويا ,بالإضافة إلى نحو 300 مليون م 3 تستخدم للري .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية