|
البقعة الساخنة اقدام جماعة الاخوان في مصر على تقديم مرشح للرئاسة بعد ان كانوا تعهدوا في وقت سابق بعدم الاقدام على هذه الخطوة، مثال على قصر نظر الحزب السياسي الذي يطمح إلى التهام وجبة اكبر من قدرته على هضمها، وقد يهدد لاحقا بخسارتهم ما حققوه من مكتسبات كاسحة في الانتخابات التشريعية. ولا يمكن تفسير هذه الخطوة بالرغبة في تمثيل تيار سياسي أو فكري معين في أعلى هرم السلطة، خاصة ان هناك مرشحين آخرين من التيار نفسه وبينهم عضو سابق في الجماعة نفسها، بل مجرد رغبة في الهيمنة السياسية من خلال الاستحواذ على المؤسستين التشريعية والرئاسية معا، وهو ما يتنافى مع مبدأ التنوع والتوازن الذي ينبغي ان تقوم عليه كل حياة سياسية سليمة. ولكل عاقل ان يتساءل كيف يمكن لحزب سياسي واحد له أغلبية كاسحة في البرلمان( السلطة التشريعية) وهو بالتالي من سيشكل الحكومة ( السلطة التنفيذية) ان يراقب ويحاسب نفسه خاصة إذا احتل ايضا مقعد الرئاسة، فيكون احكم إمساك كل السلطات وبات هو الخصم والحكم، وهو ما يتنافى مع مبدأ الديمقراطية الذي يفترض ان الثورة التي قامت في مصر هي من أجل الوصول اليه وتثبيته فيصلا في الحياة السياسية، وليس من أجل استبدال حكم متفرد بحكم آخر مثله ولو اختلف شكله. |
|