تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية في قمتين.. وبيوم واحد

شؤون سياسية
الأثنين 2-4-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

شهد الخميس 29 من آذار 2012 قمتين : الاولى جرت في العاصمة العراقية اسمها ( القمة العربية ) بغياب سورية بسبب قرارات ( العرب الجائرة ضدها ) ، والثانية في نيودلهي وهي قمة بريكس المكونة من ( روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل ) .

وفي القمتين كانت سورية الحاضر الأكبر وقضيتها الشغل الشاغل للعرب والعالم لكن ماذا كان في القمتين حول سورية ؟‏

في قمة بريكس جرى الاتفاق على ضرورة دعم خطة عنان التي رحبت بها سورية وضرورة الحوار الوطني السوري الشامل لحل الازمة . كما تم الاجماع على رفض التدخل في الشأن السوري وايضا كانت كلمات الرئيس الروسي ميدفيديف واضحة وصريحة حين قال: يجب وقف العمليات الارهابية في سورية ، واحترام سيادة سورية وضرورة الحيلولة دون استخدام الامم المتحدة وسيلة لقلب الانظمة او تغييرها خلافا للقانون الدولي .‏

الكلام الصادر في نيودلهي توافق مع ما ورد في رسالة الرئيس بشار الأسد للقمة بشأن السيادة السورية والازمة السورية والحوار الوطني الشامل وعدم التدخل في الشأن السوري والتوقف عن دعم المسلحين والارهابيين بمعنى توجيه رسائل لكل الاطراف التي مولت ودعمت وسلحت المجموعات الارهابية التي تسفك الدم السوري .كما ان بريكس دعت المعارضة السورية لتوضيح موقفها بصراحة من خطة كوفي عنان ونقاطها الست ، رغم ما قيل ان مجلس اسطنبول أعلن موافقته على خطة عنان .. وهو أمر مشكوك في مدى صدقه .‏

اما القمة العربية فقد خرجت بوثيقة بغداد التي تضمنت الموافقة على خطة عنان والموافقة والدعوة الى الحوار في سورية لكنها تمسكت بورقتها السابقة المرفوضة من سورية . لكن القمة كانت على ما يبدو خيبة أمل لكل من الحمدين القطريين وسعود الفيصل والمللك عبد الله الذين اكتفوا بمندوبيهم الى الجامعة بدلا من الحضورالشخصي.‏

ما لفت النظر في المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية العراقي ونبيل العربي أن الأخير ما زال متمسكا بما اسماها الخطة العربية التي تقول بتنازل الرئيس عن سلطاته لنائبه وهو ما لا وجود له في خطة عنان التي تنص على الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة بل وان تقود الحكومة السورية الحوار الوطني . ولفت الانتباه الارتباك الذي كان عليه العربي حين سأله صحفي كويتي عن الموقف من الشارع السوري ومن الملايين التي تنزل الى الشارع وتشارك وشاركت في الاستفتاء على الدستور اي الملايين من السوريين الذين اقروا الدستور . العربي ارتبك وناور بالاجابة حين قال ان ذلك موجود في وثيقة بغداد .‏

الطريف أن أحدا ممن حضر قمة بغداد لم يتطرق الى المسلحين ولا الى الارهابيين الذين يعيثون في سورية فسادا ولا الى الذين يمولونهم ويسلحونهم ولا الى الذين يبحثون عن ( اسقاط النظام) وليس للإصلاح في سورية .‏

سورية كانت الحاضر الاكبر في قمة بغداد رغم خلو مقعدها ممن يمثلها بسبب سياسة الجامعة التي جرها من جرها لتكون اداة صهيو امريكية في محاربة سورية والمقاومة .‏

والعجيب ان القضية المركزية للعرب فلسطين ما حظيت الا بسطر أو اثنين والسبب انها كما قال العربي اياه ان هناك قوى دولية كبرى تحمي الكيان الصهيوني‏

اما السقطة الاساس التي وقع فيها من وقع في قمة بغداد فهو تكرار الحديث عن ان المضوع السوري لم يعد سورياً ولا عربياً بل هو دولي ما يتناقض مع ماورد في وثيقتهم من أنها شأن سوري سيادي وان الشعب السوري بداية ونهاية هو صاحب الكلمة الفصل في قضيته.‏

سورية حضرت ايجابيا في نيودلهي وحضرت برغبة من وراء المؤامرة عليها بشخوص غابت وأخرى حضرت في قمة بغداد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية