تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقـايـة... الاعلام والطب

طب
الأثنين 2-4-2012
الدكتور محمد منير أبو شعر

الإعلام يجب أن يكون شريكاً فاعلاً في مكافحة الأمراض والتصدي لها وليس ضيفاً أو زائراً عابراً..

والواقع أن الإعلام أكثر الاسلحة التي نمتلكها دون أن نستعملها.. بالرغم مما قيل عن أن: درهم توعية خير من قنطار وقاية.. ودرهم وقاية خير من قنطار علاج‏

إن مساحة الإعلام الصحي المسؤول في مختلف وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية متواضعة جداً.. بل مع الأسف تتقلص أيضاً ما سمح للإعلان الطبي التجاري بالرواج واكتساح الساحة.‏

ولم يعد الإعلان التجاري في صورته الحالية وقفاً على الترويج لمنتجات أو سلع استهلاكية معينة بل تعداه إلى ابتكار أساليب وطرق جديدة، تخضع في أحيان كثيرة لمعايير تجاوزت حدود المنطق والمعقول وسلكت دروب الغواية والتضليل.‏

وأخطر هذه الممارسات على الإطلاق هي ظاهرة الإعلان والترويج عن المنتجات والمراكز الطبية، لاسيما إذا كان هذا الإعلان لا يخضع لرقابة صارمة من الجهات الرسمية الصحية المسؤولة عن صحة وحياة الإنسان.‏

ومع الأسف تنتشر هذه الظاهرة خاصة عبر الفضائيات الخاصة بالترويج لبعض المراكز والعيادات الطبية وعدد من المستحضرات التجميلية والأدوية العشبية لاستخدامها في علاج بعض الأمراض العصية المستعصية على العلاج، وتشكل عقدة لصاحبها كالضعف الجنسي والسمنة والصلع والسرطان والإيدز.. وغيرها.‏

ونظراً لما تمثله هذه الأمراض من أهمية بالنسبة لمن يعانون منها فإنه من السهل استغلالهم، لاسيما إذا كانت معاناتهم قد اصطدمت بحقائق علمية تفيد بعدم إمكانية علاجهم بالوسائل المعروفة.. ويضطر العديد منهم وتحت وطأة الاعلانات التجارية وبريقها الأخاذ إلى اللجوء لمثل هذه المراكز التي تدعي امتلاكها لوسائل سحرية لعلاج تلك الأمراض.. التي تكون في الأغلب فاشلة بل قد تؤثر نتائجها سلباً على صحة المريض.‏

وبهذه المناسبة أسوق جواب أكبر خبير في المستحضرات التجميلية حين سئل عن أفضلها فقال:‏

(أفضل المستحضرات التجميلية هي التي لا تضر ولا تنفع).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية