تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجولان... لمحة تاريخية

الجولان في القلب
الثلاثاء 4-6-2013
ونحن نتحدث عن تاريخ الجولان كنا قد وصلنا في العدد السابق من «الجولان في القلب» إلى ما أشارت إليه الدراسات التاريخية إلى أن الحارث بن جبلة الغساني والحارث بن ابي شمر الغساني حكما المنطقة باستقلال شبه ذاتي والآثار الموجودة في الجولان تشير إلى ذلك

كما قيلت الأشعار في ملوك الغساسنة الذين حكموا الجولان وحوران واليوم ونحن نتابع إنما نقدم المعلومات الصحيحة لمن لا يعرف القراءة أو يجهل تاريخ تلك المنطقة التي هي قطعة غالية من أرضنا السورية.‏

وفي أيار/ عام/636/ ميلادي، اجتمعت القوات العربية على أرض الجولان لتحقق انتصارها الحاسم على جيوش بيزنطة في معركة اليرموك. وبعد الفتح الإسلامي الذي حرر الأرض العربية من سيطرة إمبراطوريتي الفرس والروم ازدهر الجولان، وأصبح مركز تموين دمشق، عاصمة الدولة العربية الأموية. و تزايدت أهميته الاستراتيجية باستمرار كطريق رئيسي إلى بلاد فلسطين ومصر وأقطار المغرب كافة. وبعدما فتح العرب المسلمون بلاد الشام كلها قاموا بتقسيمها إلى خمسة أقسام، دعي كل قسم منها باسم جند. وهي جند الأردن، جند فلسطين جند دمشق، جند حمص، وجند قنسرين. وبهذا التقسيم أصبحت منطقة الجولان إحدى مناطق جند دمشق، و هكذا نرى أن تاريخ الجولان في الإسلام جزء من تاريخ دمشق لا يتجزأ عنه.‏

وكانت عروبة منطقة الجولان ومعرفة كثير من رجالات الجيش العربي الإسلامي بالمنطقة من قبل من بين الأسباب الرئيسية التي مكنت القوات العربية من سحق قوات بيزنطية وتحرير بلاد الشام. وتقدم العرب المسلمون بعد انتصارهم على البيزنطيين وحلفائهم نحو دمشق وبقية مناطق سورية، لكنهم اتخذوا أراضي الجولان، الغنية بالمياه والمراعي، منازل لهم ومعسكرات لجيوشهم، وغدا الجولان المركز الرئيسي للفعاليات والأنشطة العربية، واتخذ العرب من قرية الجابية معسكرا رئيسيا للجيش العربي، واحتفظت بأهميتها خلال القرون الثلاثة الأولى. وقد قام الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب بزيارة الجابية في السنة السابعة عشرة للهجرة، حيث التقى بأمراء المسلمين في الشام قبل أن يتوجه إلى القدس، وفي الجابية ترأس أمير المؤمنين الاجتماع الذي تقرر فيه ترك الأراضي الزراعية بأيدي المنتفعين بها. وفي السنة الثامنة عشرة للهجرة عم بلاء الطاعون عمواس، وتقرر انتقال الجيش من مواقعه في الجنوب إلى منطقة الجابية في الجولان، التي خلت من الوباء. وفي العصر الأموي انعقد في الجابية المؤتمر الذي قرر مبايعة مروان بن الحكم بالخلافة، وفي الجابية نفسها أو على مقربة منها بدأ تنظيم الحركة السرية التي تعمل لنقل الخلافة إلى إمام من آل البيت. ومن البلدات المهمة أثناء حكم الخلفاء الراشدين أيضا قرية “ اسعار “ الواقعة على الطريق بين مجدل شمس ومسعدة، حيث توجه وفد من سكانها إلى الخليفة الراشدي الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، يستفتونه في أمور دينية فقهية، وذلك في مدينة الكوفة في العراق. وفي الحروب الصليبية كانت قلعة الحصن، وقلعة الصُبيبة التي بنيت في القرن /12 م/ من قبل ملك دمشق عماد الدين زنكي، تكشفان الطرق والممرات المهمة من والى بيت المقدس، إضافة إلى برج فيق وقلعة العال.‏

و في الفترة ما بين القرن الحادي عشر والثاني عشر ميلادي، تعرض الجولان لبطش وأهوال الحملات الصليبية. واستطاع الصليبيون الاستيلاء على الجولان عام/1118/ م، باستثناء قلاعه الحصينة مثل قلعة الحصن قرب مدينة فيق وقلعة الصبيبة قرب بانياس، ولقد لعبت قلاع الجولان وتلاله وممراته دور خط الدفاع عن دمشق وسائر بلاد الشام خلال الحروب الصليبية إلى أن تم طرد الصليبيين.‏

وقد كانت طبرية، بوصفها مقرا صليبيا آنذاك، تتلقى حتى معركة حطين عام / 1187/ بقيادة محرر القدس / صلاح الدين الأيوبي/ جزءا يعادل النصف من عائدات السلط والبلقاء والجولان والمناطق المجاورة حتى حوران. وتعرض الجولان للغزو المغولي في القرن الخامس عشر بقيادة تيمورلنك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية