|
ثقافة هذا الكتاب مغاير لكثير من الكتب المعهودة, فهو لايضم بين دفتيه صفحات أو كتابات بقلم صاحب المؤلف, بل إن مجمل مادته المسطرة، على غزارتها وتنوعها مدبجة بأقلام الأدباء الآخرين, ومنصبة على شخصية مؤلفه أي المكرم بطبيعة الحال. د.حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب قدم قراءة في رحلة عطاء الدكتور عمر الدقاق ومؤلفاته ليؤكد في الختام أنه ما من باحث موضوعي, ومثقف منصف, وناقد مدقق جعل الدكتور الدقاق ومؤلفاته مادة لقراءته وتحليله إلا وجد نفسه أمام شخصية ثقافية موسوعية وناقد أكاديمي أقام نقده ودراساته على منهج واضح المعالم. أما الأستاذ ديب علي حسن فأشار في شهادته التي حملت عنوان «عمر الدقاق وصهوة الثمانين» أن حصاد فكر الدقاق لايقدر بثمن وما قدمه للثقافة العربية ثمين وثمين وسيبقى زاداً لنا ولأجيالنا، مؤكداً أن الدقاق هو أستاذ الأجيال إذ يتذكره الجيل القديم جيل الخمسينات جيداً فاسمه كان موجوداً في الكتب المدرسية وقدم المادة الدرسية بأسلوب جميل سلس جذاب، وتخرجت على يديه أجيال في الجامعات السورية والعربية. وقال حسن: لقد تجاوز الدقاق عمر الثمانين وهو لايزال في جد وعطاء, لم تفت السنون في عضده, ولم يثنه التقدم في العمر عن البحث والتأليف, إنه مثال العالم الموسوعي الذي نذر شبابه وشيخوخته للعطاء في ميادين العلم والأدب. الدكتور عبد الكريم الأشتر عضو مجمع اللغة العربية تحدث عن ذكرياته والدكتور الدقاق مشيراً إلى صفات فكر الدقاق الأدبية والتي تتجلى له من خلال كتبه: الجرأة في تناول الموضوعات، سمة التوجه في الأصل إلى تكوين الإنسان، متانة التكوين اللغوي, الانصراف عن صوت الذات والوجدان الذاتي إلى صوت الجماعة والوجدان الجماعي, الوقوف دائماً إلى جانب الفكر المتحرر والانتصار لقضايا الشعوب وقضية الإنسان. |
|