تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«جنيف» وحرب التصريحات!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 4-6-2013
أحمد حمادة

رغم الغموض الذي لايزال يكتنف إمكانية عقد المؤتمر الدولي في جنيف وموعده، لا تزال حرب التصريحات على أشدها بين موسكو وواشنطن من جهة وبين أقطاب السياسة الأميركية والأوروبية أنفسهم من جهة أخرى ، وأحياناً تصريحات الشخص نفسه الذي يفترض أن يمثل سياسة معينة .

ففيما تتمسك موسكو بضرورة عقد المؤتمر دون شروط مسبقة والتوصل إلى حل سلمي ينهي العنف ويبدأمرحلة جديدة تقود سورية إلى مرحلة انتقالية وعدم فرض أجندات خارجية على السوريين، تذهب التصريحات الأميركية إلى مناطق رمادية لا علاقة لها بما اتفق عليه الطرفان الروسي والأميركي في أكثر من محطة وخصوصا ًبعد لقاء كيري - لافروف الشهر الماضي في العاصمة الروسية .‏

لكن تبقى المفارقة المثيرة للاستغراب تناقض التصريحات الغربية عموماً والأميركية على وجه الخصوص مع بعضها البعض وأحياناً تناقض الشخص نفسه مع تصريحاته التي يطلق لوناً لها في الصباح تختلف عن ألوانها في المساء كما هي تصريحات جون كيري التي تدعو إلى الحل السلمي مرة والدعوة إلى السلاح والتسليح مرة أخرى.‏

وإذا كانت التصريحات الصادرة من واشنطن حول امكانية فرض حظر طيران في سورية هي المقياس لهذا الكلام على اعتبار أنها تناقض دعوة الادارة الأميركية إلى الحوار والحل السلمي فإن الكثير من هذه التصريحات أكدت الشكوك في جدية النيات الأميركية لمثل هذا الحل الذي تزعم واشنطن أنها تبحث عنه في حين تسعى لمد عمر الأزمة في كل أفعالها وأقوالها.‏

ولعل الغريب العجيب في الموقف الأميركي الذي يتبنى مثل هذه التصريحات النارية أنه يتجه عملياً إلى عقد اجتماعات تحضيرية للمؤتمرالدولي للبحث عن «الحل السلمي» ومنها الاجتماع القادم غداًالذي يضم ممثلين عن روسيا وأميركا والأمم المتحدة وفي جنيف أيضاً لمناقشة التحضيرات للمؤتمر الدولي ، فما مغزى حرب التصريحات الأميركية حول جنيف؟!‏

ahmadh@ureach.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية