تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القاعدة نتاج المافيا الصهيونية.. والهدف تفكيك الدول وتفتيت الشعوب

شؤون سياسية
الثلاثاء 4-6-2013
منير الموسى

يمكن ببساطة للمتتبع الموضوعي المحايد غير المنحاز أن يرصد كيف أن حلف التآمر على سورية هو نتاج لجماعة ضغط صهيونية لا ترى سوى مخططاتها والتفاوض معها لا يفيد في شيء

لان دبلوماسية شريفة مثل الدبلوماسية السورية سوف ترى أن دبلوماسية الكذب والرياء لها منظورها الأحادي الذي تجابه به سورية منذ عقود.‏

وبناء على ذلك إن الدول الخليجية والعربية المتأخونة والأوروبية سقط الأمر في أيديها لأن من يحرك حكامها جماعات ضغط استعمارية وقبلية تنهج أساليب غير شرعية مافيوية تجعل من كل الدول التابعة لأوامرها ذيولاً لها، وتغدو بين كل هؤلاء إسرائيل الدولة الأكثر مافيوية في العالم. وفي هذه الدول لا أحد يجرؤ على انتقادها وفي فرنسا أم الفن والثقافة حيث تغدو البنى التاريخية الفوقية قد شاخت فمالت شمس الثقافة والتنوع المعرفي نحو المغيب بدليل أن لا أحد في فرنسا لديه الشجاعة على رسم الصورة الحقيقية لإسرائيل، بينما الشعب الأميركي أكثر جرأة لأننا نجد من يقول إنها دولة عنصرية على خلاف حكامهم من الجمهوريين والديمقراطيين الذين يئنون تحت وطأة اللوبيات المالية والنفطية ومجمعات السلاح التي يديرها أو يملكها يهود صهاينة.‏

ويغدو هنا أن الانتهاء من إسرائيل العنصرية وإقامة دولة فلسطينية مع تنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، سيوقف المشروع الصهيوني وهو أمر لا بد منه لتحرير العالم وكل الدول من ربقة المافيا العالمية، وبهذا سيتخلص العالم من الإرهاب العالمي وكل ذيوله ويتسنى لدول أوروبا والغرب والشعوب النامية التحرر من الخداع الإعلامي الكبير الذي يطحن عقول الشعوب. وأفضل مثال على هذا الخداع ما سمي الربيع العربي وقبله ذرائع احتلال أفغانستان والعراق وتفتيت صربيا والعدوان على سورية وكل هذا الخداع يتساوى تماماً بل ينطبق كلياً مع الترويج الصهيوني بأن الدولة الفلسطينية غير موجودة ولن يكون في المستقبل دولة فلسطينية، وصرنا نحفظ عن ظهر قلب الأسطوانة المافيوية الصهيونية‏

فلماذا تريد المافيا العالمية تمزيق العالم وتفتيت الدول؟ إنما ذلك للقول بعدم إمكانية قيام دولة فلسطينية، ومع أنه لا تعريف قانوني دقيق للدولة في هذا العصر في منطوق وأحكام ميثاق الأمم المتحدة ففكرة صناعة الدول وتفكيكها أمر يتعلق بالمافيا العالمية الصهيونية، والأمثلة كثيرة في العصر الحديث وأولها قيام الكيان العنصري وتفتيت صربيا والسودان والاتجاه إلى تفتيت شمال إفريقيا وغرب آسيا والتي تحتوي على دول عمرها آلاف السنين وهي موجودة على أقدم خريطة وجدت منقوشة في معهد الكرنك بمصر‏

فالصهاينة لا يريدون في فلسطين دولة يهودية لمجرد يهوديتها بل من أجل إرساء منظومتهم المركزية ومشروعهم الانتهازي بالعولمة الشاملة التي تخولهم من خلال ما يسمونه حقوق سيادتهم بالتدخل بشكل فوقي في كل الأمم، وكل من يعارض هذا التيار سيُعد معادياً للسامية التي جوهرها يقوم على التكفير بناء على تيار الأفكار التلمودية أي أن من يناهض هذه المافيا يُعد خارجاً على الدين العالمي الجديد الذي لن يضم فقط اليهودية بل أيضا المسيحية المتصهينة والإسلام التكفيري المتصهين ولكن تحت قيادة وزعامة آل صهيون. ولنلحظ كيف أن الوهابية والسرورية والإخوان المسلمين الذين يرددون منذ عقود طويلة أن الحل لمشاكل البشرية يكون بالتدين على طريقتهم، هم أول من نبذ الفكر الديني السمح وهم من كفروا كل من يختلف معهم في السياسة، وعندما أصبحت لهم أذرع عسكرية هم أول من عمل على النمط الإجرامي الصهيوني في قتل الأطفال والنساء واغتصابهن وأكل لحم البشر والاتجار بالأعضاء البشرية الذي تعد إسرائيل المركز الأول في إدارته حول العالم، والعمل المافيوي في اللصوصية ونهب بيوت الآمنين. والكذب الإعلامي الذي يغطيهم في كل الإعلام المستعرب والغربي الذي تديره المافيا الصهيونية ذاتها‏

إسرائيل الدولة العنصرية الوحيدة في العالم، استطاعت أن تفرخ أكثر من كيان أو أسرة قبلية مثل آل ثاني وآل سعود ومثل إسماعيل هنية وخالد مشعل لقيادة شبه سلطة منتخبة في غزة بعد الحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها الصهيونية وفرخت حكاماً في الربيع العربي مستسلمين لها لأن الموساد عرَّابهم غير الشرعي وفرخت إعلاميين متصهينين يتاجرون بالدم السوري من أكثر من بلد عربي شأنهم شأن المرتزقة الإرهابيين الذين جاؤوا يقاتلون في سورية لحساب المافيا العالمية، ليظهر مصطلح المحرر الصحفي الإرهابي الذي لا ينتقد قبلية آل سعود ودكتاتوريتهم ولا مافيوية آل ثاني ولا جرائم إسرائيل بل همة التصويب نحو دول المقاومة. وعلى الرغم من سقوط أكثر من ألف شهيد في العراق خلال شهر أيار الماضي وحده في الهجمات الإرهابية بالسيارات المفخخة، لم نسمع أحداً من الإعلاميين المتاجرين بالدم العربي يندد بقتل الشعب العراقي على أيدي تنظيم القاعدة الصهيوني، ولا سيما من أمثال محرري الجزيرة كلهم وكذلك قناة العربية أو رئيس وحدة دراسات الخليج محمد السعيد إدريس أو فيصل القاسم. أما لو كان المقتول إسرائيلياً واحداً فستقوم الدنيا ولن تقعد ويصبح لسان كل واحد منه شبراً للتنديد بقتل الإسرائيلي ويخرج آل سعود وآل ثاني للتنديد، وبالمقابل سوف تقتل إسرائيل بدلاً منه آلاف العرب، لنكتشف أن هؤلاء الاعلاميين مجرد عبيد للمافيا الصهيونية العالمية وجزء من الدين الكوني الجديد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية