|
شؤون سياسية ومن يقف بجانبه ويدعم مواقفه العنصرية وأطماعه في اغتصاب الحق العربي في الأراضي المحتلة من فلسطين وسورية ولبنان ، وعندما نستثني الشعوب من أي اتهام أو إشارة للمواقف السلبية التي تقوم بها حكوماتها تجاه قضايانا لأن في الشعوب من هو في موقع يُخالف سياسة حكومته ويُعارضها بالعلن ، والآن وبعد أن استنفدت جوقة أعداء سورية كل إمكاناتها السياسية والعسكرية في حربها القذرة ضد سورية ، وبعد أن احترقت أوراقها الباطلة التي اختبأت خلفها لتمرير الحرب من نشر للحرية ودعم للديمقراطية وغيرها من الشعارات الكاذبة التي اشتغلت عليها وسائل الإعلام الصفراء والمأجورة ، ها هي اليوم تواجه نتائج الهزيمة المدوية التي تنتظرها والتي أخذت تلوح في الأفق القريب ، ولذلك يرى المراقبون بأن السمة الأساسية التي تغلب على مجموعة أعداء سورية هي حالة الارتباك والتخبط والضبابية في الرؤية حول مستقبل المنطقة الجيوسياسي الذي أصبحت دمشق المتحكم الأساس في رسم خطوطه العريضة وهي وحدها من يمتلك مفاتيح الحل والربط ، ودائماً المنتصر هو من يُحدد آلية استثمار النتائج ،ويفرض الشروط التي يراها تخدم مصالحه ومصالح شعبه الاستراتيجية ، وإن انتصار سورية نتيجة صمود شعبها الأسطوري ووقوفه بقوة خلف جيشه الوطني الباسل ، ولَّد حالة من القلق الشديد لدى مجموعة الدول التي قامت بالحرب الإرهابية على سورية أو ساندتها بشكلٍ من الأشكال وعلى رأسها الولايات المتحدة وعملائها في السعودية وقطر وتركيا . إن ما قامت به مشيخة قطر مؤخراً في الأمم المتحدة باسم المجموعة العربية المسلوبة الإرادة والعقل ، و تقديم مشروع إدانة لسورية هو خطوة خبيثة نحو خلق عثرات وعرقلة في طريق المؤتمر الدولي المزمع عقده لحل الأزمة السورية وفق الاتفاق الروسي - الأمريكي الأخير الذي تم في موسكو والمبني على التزام الجميع بتنفيذ بنود اجتماع جنيف1 ، حيث أكد الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي على الرغم من مواقفه المنحازة ضد الحكومة السورية أن هذا المشروع هدفه عرقلة الحل السلمي ( وشهد شاهدٌ من أهله ) ، وبدوره الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أشار : « إلى أن من يقف وراء قرار الجمعية العامة لم يذكر كلمة « إرهاب « لأنه سيدين نفسه ..والقرار يسعى إلى تأجيج الوضع في سورية وهو يُمثل سباحة عكس التيار في ضوء التقارب الروسي - الأمريكي « ، وإن إصرار بعض الأطراف على وضع العصي بعجلات قطار حل الأزمة السورية في قطر أو تركيا أو غيرهما من الدول المشاركة في سفك الدم السوري ، سواء عبر اختلاق أكاذيب كقضية التفجيرات الأخيرة في منطقة الريحانية التركية وإطلاق « أردوغان « اتهاماته نحو سورية من دون أدنى إثبات ، ودور قطر في خطف جنود الأمم المتحدة في الجولان ، ما هو إلا محاولات يائسة لجر العالم إلى مواقف متهورة في سورية ، وهذا نتيجة لمخاوف حقيقية لدى هؤلاء العملاء الصغار من مرور قطار الحل في سورية فوق رؤوسهم وتغييبهم عن الساحة السياسية بشكل تام وما يحصل في تركيا مؤشر لمستقبل الحكومات الفاشلة ، ولكن مهما حاولوا وقدموا من عراقيل فهذا لن يُثني سورية عن السير في مشروعها الوطني الكبير وتنفيذ برنامجها الإصلاحي التوافقي لبناء سورية الحديثة بمشاركة كافة أبنائها المخلصين من جهة ، ومتابعة حربها على الإرهاب بقوة وعزيمة لا تُقهر بغض النظر عن القوى الداعمة له حتى تنظيف سورية من آخر إرهابي مجرم من جهة أخرى . الأمر المثبت بأن الولايات المتحدة وحلفاءها قد فشلوا في حربهم على سورية ، وبات عملاؤهم الإقليميون في ورطة حقيقية من الصعوبة بمكان الخلاص منها ، لاسيما بعد أن توضحت الحقيقة أمام الإعلام الغربي الذي بدأ يعترف بحقيقة وجود تنظيم القاعدة وفروعها على الأرض السورية وإن قرار الأمم المتحدة إدراج جبهة النصرة على لائحة الإرهاب ، واعتراف الإدارة الأمريكية بأن ما سمي « بالربيع العربي « أعاق الحرب على الإرهاب هو هروب إلى الأمام يُراد منه التنصل من سياسات فاشلة أدت إلى وصول المساعدات الأمريكية والأسلحة وغيرها إلى تنظيم القاعدة الإرهابي ، وهذا ما فضح الدور الأمريكي المراوغ والكاذب أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي ، وأصبحت قضية إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية هو حاجة أمريكية بامتياز وخاصة بعد أن زاد العدوان الإسرائيلي على سورية تعقيدات الموقف ، وجاء الرد السوري أكثر حزما على عدة مستويات وغاية في الأهمية والخطورة من الناحية الاستراتيجية ، لهذا كله جاء الطلب لعقد مؤتمر دولي بأسرع وقت ممكن هو المخرج الوحيد لضبط تفاعلات الأزمة على مستوى المنطقة والعالم ، وعن مدى إمكانية انعقاد هذا المؤتمر في الوقت المتوقع له ، هذا يتحدد من خلال التزام الولايات المتحدة وشركائها في الحرب على سورية بأسس التسوية وشروطها التي لا يجوز بحالة من الأحوال المساس بها وعلى رأسها احترام القضايا السيادية السورية ، وضرورة الحرص عليها وعدم تجاوزها وفي مقدمتها استقلال سورية و سيادتها على أراضيها موحدة واعتبار شكل النظام وهيكليته وصلاحيات حلقاته المختلفة هي من حق الشعب السوري وهو وحده من يُحددها ، وإن حضور سورية المؤتمر إن كُتب له أن يُعقد وتفاعلها الايجابي مع حواراته ينطلق من أن الأزمة السورية هي أزمة دولية بامتياز ، ويجب أن يتحمل المجتمع الدولي ومنظماته ذات الصلة مسؤولية الحل والقيام بما يقتضيه الواجب الإنساني تجاه الشعب السوري الذي تعرض لحرب عالمية ظالمة فرضت عليه وكان دوره فيها الدفاع عن دولته ومؤسساته التي بناها على مدى عقود عديدة من الزمن ، وإن ما قام به الجيش العربي السوري الباسل في ملاحقة العصابات الإرهابية المجرمة وسحقهم يُمليه عليه الواجب الوطني والأخلاقي في الدفاع عن الوطن وعن حياة المواطنين ومصالحهم التي انتهكت بأبشع صورة في التاريخ على يد إرهابيي القاعدة وفروعها ، لذلك يجب على المشاركين في المؤتمر الدولي القادم النظر إلى حضور الحكومة السورية على أنه من باب الحرص السوري والرغبة بحل الأزمة سياسياً ووقف أعمال العنف والإرهاب ، وفتح الباب أمام السوريين لاختيار شكل وطبيعة الدولة التي يرغبون دون أي ضغوط أو إملاءات خارجية ، لأن سورية ترفض أي شكل من أشكال الوصاية وإن عهد الانتداب قد ولى إلى غير رجعة . Email: mohamad.a.mustafa@gmail.com |
|