تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معالجـة المخلفـات

حديث الناس
الأربعاء 4/5/2005م
هيثم عدره

الاهتمام بالنظافة حالة حضارية علينا أن نتحلى بها جميعا وهذا يتطلب من الوحدات الادارية إيجاد الطرق الناجعة لترحيل القمامة, ربما هذه العملية تزداد صعوبة في الأرياف لعدم توفر الآليات المناسبة لذلك ما يجعل رمي المخلفات يأخذ طابع التلقائية وبالتالي يشكل ضررا حقيقيا على الأراضي الزراعية أو مصادر المياه .

التأكيد على هذه الامور هو نتيجة المناظر والممارسات التي نراها من البعض وطريقة رمي الفضلات على الأعشاب أو بين الأشجار أو الارصفة وآثار ذلك في المناطق المكتظة , فرمي المخلفات في الحاويات المخصصة ولاسيما داخل المدن يفترض ان يزداد ويتنامى ويتحول الى سلوك وتربية لما لذلك من أهمية على الصعيد الجمالي والبيئي والصحي و...الخ.‏

التزايد السكاني يفرض نفسه والتصنيع الغذائي بمختلف اشكاله يتزايد ما يُدخل في تركيب القمامة مواد مختلفة ومتنوعة وأخطرها بعد التعفن والتخمر فتسبب أضرارا صحية وبيئية, وأضحت مسألة تحقيق النظافة في المدن والمناطق والبلدان هي الشغل الشاغل عبر إيجاد الطرق المناسبة لجمعها والتخلص منها بعيدا عن التجمعات السكانية , ورغم ذلك توجد صعوبات في هذا الإطار , والشكوى الدائمة من مقالب القمامة والروائح التي تصدر عنها ما يستدعي ايجاد معامل لمعالجة القمامة بأشكالها المختلفة والطريقة السائدة هي الحرق في أكثر الأحيان أو تجميعها في مناطق محددة ينجم عن ذلك تكاثر الحشرات والروائح الكريهة .‏

الاهتمام بالنظافة يبدأ من الفرد مرورا بالمنشآت الصناعية التي تصدر عنها المخلفات والتي تشكل خطورة على التربة عند معالجتها مع القمامة العادية لتحويلها الى أسمدة كالمخلفات التي تصدر عن الدباغات أو المخلفات الطبية أو المخلفات التي تصدر عن الصناعة الكيميائية, وكل ذلك يشكل حالات تلوث حقيقية , يفترض التشدد في إيجاد محطات معالجة خاصة بالمنشآت سواء كانت خاصة أم عامة وبروح جماعية وتعاونية .‏

لاشك أن معالجة القمامة من خلال إحداث معامل في مراكز المدن يساهم بشكل كبير في التخفيف من مخاطرها ويحول ضررها الى فائدة اذا تعاملنا مع الفرز لهذه المخلفات بشكل صحيح, ولكن ذلك مرهون بوجود معامل لمعالجة القمامة ! إذا تواجدت بها مخلفات مواد كيميائية يكون لها انعكاس سلبي على نوعية الأسمدة التي ستصنع منها ولابد من إيجاد حلول كفيلة بإيجاد آلية لضبط المخلفات الضارة بيئيا بمختلف أشكالها وهذا مرهون بتعاون الجميع في هذا الاطار وخصوصا المنشآت الصناعية .‏

الاهتمام بفرز القمامة أصبح حاجة ضرورية تتطلب اهتماما أكثر في هذا الجانب ومن قبل الجميع عبر الندوات وجميع الأشكال الإعلانية التي تؤكد وتذكر بالمخاطر التي تنجم عن ذلك لإيجاد سلوكيات ملمة بمعرفة الأضرار الناجمة عما نستعمله في حياتنا اليومية إضافة الى الطرق التصنيعية التي تتجاهل ذلك .‏

لابد من الاستفادة من النفايات بإنتاج السماد وهذا يتم عبر تطوير المعامل الموجودة وإيجاد الحوافز لتصاعد الاستثمار لإقامة معامل جديدة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية