تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سوريانا الأم

الملحق الثقافي
4-6-2013م
خلدون زينو:لم يعد سراً بأن النوم ولّى

وأنّ الأمهات يجئن من وجعٍ بعيدْ..‏

ــ صباحُ الخير‏

ما أحلاك يا روحي..‏

ــ صباحُ النور..‏

ــ اليوم تأتي قريةٌ‏

كي تشتهيك..‏

وغداً أنشِّفُ شعركَ الفحمي‏

أُرضّعُ حزنكَ الشفّاف فوق مخدّتي..‏

أطرّزُ “ولدناتك” في ثيابي‏

وأطير فيكْ...‏

فلم يعد سرّاً بأنّك قد شبَبْتَ..‏

وصارت الدعواتُ لا تقوى عليكْ...‏

فاكتبْ لي “بخطّ الإيد” أغنيةً‏

وخلّيني أغنّيها..‏

أجرُّ لها العتابا‏

من خوابي الدّارْ‏

من حنين العزّ بين رموشك الخرساءْ..‏

وكما تقول: كلّنا من ماءْ..‏

أغنّيها لتنساني همومُ البيت..‏

أغنّيها لكي أنساكْ..‏

أغنّيها لكي ألقاكْ..‏

.. لم يعد سرّاً بأنّ الرّوح مئذنةٌ وناقوسٌ‏

وأنتَ العيدْ...‏

سجّاد الصلا أنتَ‏

ومحرمةُ العروسْ‏

نَتَّفت روحي وراحتْ وردة في الشامْ‏

يا شام.. ردّيني إلى ولدي‏

ردّي سمارَهُ.. غناءَهُ.. المنهوبْ‏

فكلّ سهلاً‏

وكلّ أهلاً‏

يخبّئها له “الزاروب”..‏

كلُّ خمر أحبَّ‏

وزهر أحبَّ‏

وماء أحبَّ‏

وقلب بلاده وأمّه المنكوبْ..‏

يا شام.. أعرفُ‏

لن يتوبَ.. و لن يتوبَ‏

ولنْ يتوبْ...‏

••‏

قولي له يا شام‏

أن لا يؤوبَ..‏

أن لا يُصالحَ أو يُهادنَ‏

أو يتوبْ...‏

قولي له: غنّ “بخطّ الإيد أغنيةً”‏

وخلّيني أغنّيها..‏

لتنساني هموم البيتِ والجيرانِ‏

لهفي من منازلهم إليكَ‏

قبائل الياسمين شبّت من يديكَ‏

ورقعة في القلب تكفيني‏

وتكفيك...‏

لم يعد سرّاً بأنَّ النور صار مؤذَّناً‏

من دون صوتٍ يا حبيبي..‏

والأخيار استحوا من مُلكهم...‏

صاروا وروداً أو قذائف‏

طاهراتٍ في يديكْ...‏

أكتب على عينيكْ..‏

دمُكَ روح البريدْ...‏

فلم يعد سرّاً بأنّ النوم ولّى‏

وأنّ الذلّ ولّى‏

وأنَّ حنانَ العمرِ قَدِمَتْ..‏

من وَجَعٍ بعيدْ...‏

وأنَّ حنانها.. عيدٌ.. وعيدٌ.. وعيدٌ‏

.... وعيدْ‏

لم يعد سرّاً بأنّ النومَ ولّى..‏

وأنّ الأمّهاتِ.. وأنّ المعجزاتِ‏

يَجِئْنَ من وجعٍ بعيدْ...‏

صباحُ الخير.. أنتَ العيدْ...‏

أنتَ العيدْ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية