|
الملحق الثقافي وإذا اتخذنا من جمهور المترجمين والنقلة في ذلك العهد يمثلهم في شخص «حنين بن إسحاق»، فأغلب الرأي أننا قلَّ أن نقع على ندّ له إلا بعد ألف سنة تقريباً في شخص يعقوب صروف». ولد يعقوب صروف في بلدة الحدث قرب بيروت في عام 1852، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة سوق الغرب، ثم في مدرسة عيبه. انتسب إلى الكلية الإنجيلية السورية، ودرس فيها العلوم الطبيعية والفلسفية. اهتم باللغات فأتقن منها العربية والإنجليزية والفرنسية واليونانية. اشتغل مدة بالتعليم في المدارس المختلفة وبخاصة في مدارس طرابلس وصيدا، ثم درس العلوم الرياضية والكيميائية بالجامعة الأميركية. كان منفتح الذهن، محارباً لشتى أنواع الجهل والأمراض الاجتماعية، فأنشأ مجلة «المقتطف» مع زميله فارس نمر، وبقيت تصدر لمدة عشر سنوات، ثم نقلها إلى مصر. هوجم بسبب الآراء التي كان يطرحها في مجلته. إلا أن قيمته التنويرية كانت محل إعجاب كبار رجال الفكر والعلم في العالم العربي، وقد خصص له خديوي مصر احتفالاً بمناسبة عيده الخمسين تكريماً له وإشادة بفضله العلمي الكبير. وضع كثيراً من المصطلحات العلمية والأسماء الفنية، فدخلت في الكتب العلمية الحديثة المترجمة. وكتب واحداً وسبعين مجلداً في إحدى وخمسين سنة كانت من أهم الكتب العربية في العلوم الطبيعية والرياضية والاقتصادية. كان سابقاً عصره في كثير من الآراء، ومنها أنه أول من دعا إلى الاشتراكية، وطالب الحكومات بتطبيقها والأخذ بها. ويقول فيه محمد كرد علي: «لقد كان مثال العامل النشيط إلى آخر أيامه، يلذه عمله ويتعشقه، لذلك أكبر العقلاء المصيبة به يوم وفاته، وعده العرب ركناً عظيماً من أركان نهضتهم تداعى وهوى، ورجلاً قلّ في الرجال العاملين نبوغ مثله». من كتبه: رجال المال والأعمال، سر النجاح ، الرواد، أعلام المقتطف، فتاة مصر، فتاة الفيوم، أمير لبنان، تنكرد/ ترجمة، كيلو باترا/ ترجمة. توفي يعقوب صروف عام 1927 عن عمر يناهز الخامسة والسبعين. okbazeidan@yahoo.com |
|