تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأمن التركي يعتدي على تظاهرة احتجاجاً على انعقاده... أعداء سورية «2» في اسطنبول.. والعربي يستدعي العدوان.. رواتــب ورشـــى للقتــلــة ... التفاف على الحلول السياسية ووأد لمهمة أنان

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الإثنين 2-4-2012
حالة الافلاس السياسي والاخلاقي التي وصل اليها اقطاب المؤامرة الدولية في سورية، جعلتهم يتخطبون في تعاطيهم المشبوه تجاه الاوضاع التي افتعلوها في سورية، فتارة يتفاخرون

بارهابهم ضد الشعب السوري وبما اقترفوه من جرائم بحق هذا الشعب، وعندما يصفعهم هذا الشعب بصموده وتمسكه بقيادته ووحدته الوطنية يلهثون لتكثيف اجتماعاتهم ولقاءاتهم للبحث عن وسائل جديدة للتنكيل به اكثر، واستهدافه بحياته ولقمة عيشه، وكلما وجدوا ان هناك فرصاً جديدة لحل الازمة يعمدون للالتفاف عليها وتصعيد نبراتهم العدوانية، ورفع منسوب التحريض على القتل والعنف.‏

فاعداء الشعب السوري اجتمعوا مرة اخرى في اسطنبول امس تحت مسمى كاذب حيث استضافت حكومة رجب طيب اردوغان وزراء خارجية دول الاستعمار القديم الجديد وادواتهم، بعد ان دأبوا على تسمية اجتماعاتهم التآمرية تلك بمؤتمر «أصدقاء سورية» ليستكملوا حلقات عدوانهم وتآمرهم على سورية وشعبها، فكان العنوان الابرز لمؤتمرهم المشبوه ذاك الالتفاف على التوافق الدولي ومهمة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي انان التي تشكل ارضية مقبولة لحل الازمة في سورية، وبطبيعة الحال لم يغب عن اذهانهم وخطاباتهم بث السموم وفبركة الاحداث وتزوير الحقائق وقلبها لتأليب الرأي العام الدولي ضد الشعب السوري‏

أردوغان.. خطاب غرائزي تحريضي‏

وثبت أردوغان ما وصفته به عشرات الاقلام التركية بأنه لا يتمتع بصفات رجل الدولة هذه الحقيقة مفتتحا جوقة الافتراء على سورية عندما لجأ الى خطاب غرائزي تحريضي استند فيه الى تقارير اعلامية تبثها وسائل اعلامية محددة معروفة بعدائها لسورية متجاهلا كل ما تقوم به المعارضة السورية ومجموعاتها الارهابية المسلحة من أعمال قتل واختطاف وتعذيب اعترفت بها الامم المتحدة ومنظمات دولية.‏

وبدأ النفاق السياسي في خطاب أردوغان جليا عندما أنكر وجود أي مصلحة لبلاده مع أي دولة في المنطقة بقوله: ليس لدينا أي مصالح في أي بلد من البلدان قبل أن يعود الى تضليله السابق وادعائه بأنه لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية السورية في الوقت الذي تؤكد فيه مئات التقارير الاستخباراتية الغربية والتركية ايواء حكومته لمجرمين دوليين ومرتزقة في معسكرات ارهابية وتسليحهم بأسلحة أمريكية واسرائيلية لشن هجمات على الدولة السورية في محاولة يائسة لاسقاطها خدمة للمشروع الامريكي الغربي الصهيوني بعد أن فشلت محاولات حكومته تركيع الشعب السوري بالعقوبات الاقتصادية ومحاولاتها لتوريط الشعب والجيش التركي ضد سورية.‏

ونصب أردوغان نفسه ناطقا باسم الشعب السوري يحدد له ما يمكن قبوله وما يجب رفضه عندما قال ان حكومته لا يمكن أن تقبل أي خطة ترمي الى ابقاء النظام السوري الحالي ملغيا بذلك ارادة أغلبية الشعب السوري التي عبرت أكثر من مرة عن دعمها لقيادتها وتمسكها بها وهو ما ظهر جليا في الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد الذي يشكل العنوان الرئيسي للاصلاح في سورية كما أن هذا الاعلان السياسي يشكل استهدافا مباشرا لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان التي تدعمها جميع الاطراف الدولية الفاعلة على المستوى الدولي.‏

وبدت محاولات أردوغان استغلال العلاقة الوطيدة بين الشعبين السوري والتركي لتبرير تدخله في الشؤون الداخلية السورية فاشلة اذ ان التاريخ المشترك والثقافة المشتركة لم تمنع مرتزقته من اغتصاب عشرات السوريات اللواتي فرضت عليهن الاقامة الجبرية في المخيمات التي بنتها حكومته لايواء ارهابيين وخارجين عن القانون وسيسجل الشعبان السوري والتركي هذه الجرائم التي لا بد أن تحاسب عليها حكومة أردوغان طال الزمن أم قصر.‏

ووزير خارجية قطر كان‏

وفياً لخلفيته الأصولية المتشددة‏

وكان وزير خارجية قطر وفيا لخلفيته الاصولية المتشددة اذ انه حرص على تبني طروحات تنظيم الاخوان المسلمين التي أعلنت الاسبوع الفائت في اسطنبول معتبرا أن هذه الطروحات تشكل مبادئ أساسية ستبنى عليها الدولة السورية دون أن ينسى الوفاء للكيان الصهيوني من خلال زعمه أن حل الازمة السورية يرتكز على خطة الجامعة العربية المعلنة في 22 كانون الثاني الماضي والتي اكدت مصادر موثوقة أنه قام بصياغتها خلال اجتماع تآمري عقده في مستوطنة نتانيا الاسرائيلية بالاشتراك مع ضباط من الموساد الاسرائيلي والاستخبارات الامريكية.‏

وتباهى الوزير القطري في كلمته أمام أعداء سورية بالقرارات التآمرية التي اتخذتها مشيخته ضد الشعب السوري والتي تقوم على دعم الارهاب والارهابيين بكل الوسائل العسكرية والسياسية والاعلامية وفرض العقوبات الاقتصادية تحت مظلة الجامعة العربية المختطفة من قبل مشايخ الخليج.‏

وبالغ الشيخ القطري الذي يقتصر تعداد القوات المسلحة في مشيخته على 12 الفا أغلبهم من المرتزقة الآسيويين في تقدير قوته وعاد لدعوات أميره السابقة لارسال قوات عربية الى سورية تحت مزاعم حفظ السلام والامن وحماية الشعب السوري متناسيا دور بلاده في تأجيج الاوضاع في سورية عبر تسخيره قناة الجزيرة الشريكة بسفك الدم السوري ووضعها في خدمة اجندات الغرب واسرائيل والمجموعات الارهابية التي تعيث دمارا وخرابا وارهابا في سورية.‏

والعربي.. ايغال أكثر في التآمر‏

وكان نبيل العربي أشد انفصالا عن الواقع من جميع سابقيه عندما نسي مهمته الاساسية كأمين عام للجامعة العربية وبادر للدعوة الى استهداف سورية عبر قرارات تبيح التدخل العسكري في شؤونها بالاستناد الى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة متناسيا أن سورية كرست منذ تأسيس الجامعة العربية جميع مقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية للدفاع عن القضايا العربية وتحرير الاراضي العربية المحتلة.‏

وبدلا من أن يدعو المسؤول العربي الى فرض قرارات صارمة بحق اسرائيل في ذكرى يوم الارض انطلاقا من المسؤولية الاخلاقية والسياسية التي تحدث عنها فقد استحضر كل ما لديه من بلاغات لغوية لوصف محنة الشعب السوري ومعاناته دون أن يطلب الشعب السوري ذلك متجاهلا دعوات الفلسطينيين للجامعة العربية لانقاذهم من ظلم وارهاب الدولة الذي يمارسها الكيان الصهيوني بحقهم.‏

والعربي الذي سبق له أن أحبط بالتعاون مع مشيخات النفط مهمة المراقبين العرب عندما قرر سحبهم من سورية وأخفى تقريرهم الموضوعي عن المجتمع الدولي عاد ليتغنى بفكرة نشر مراقبين دوليين في سورية للاشراف على وقف جميع أعمال العنف واتاحة حرية الحركة ووصول أعمال الاغاثة الانسانية.‏

ولم يخف العربي امتعاضه من عجز اطراف المؤامرة على سورية عن اسقاط الدولة السورية عندما قال: لا يجوز ان نجتمع في عدة اماكن لنصدر بيانات الادانة والشجب بينما العنف مستمر في سورية التي تعاني من ازمة وصفها بالطاحنة متجاهلا دور جامعته في تدويلها وتسعيرها عبر التغاضي عن وجود مجموعات ارهابية مسلحة تنفذ أعمالا ارهابية ومجازر جماعية بحق السوريين والدفع بالازمة السورية الى مجلس الامن لاستصدار قرارات من شأنها اسقاط سورية الدولة والموقف القومي.‏

ورئيس مجلس اسطنبول قدم‏

رشى مالية لكل من ينفذ أعمالاً إرهابية‏

بدوره أقر رئيس مجلس اسطنبول بوجود سيولة مالية نفطية لدى مجلسه الذي يقتصر في عضويته على عشرات الاصوليين فأعلن عن استعداده لتقديم رشى مالية لكل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية وينفذ الاعمال الارهابية بحق الشعب السوري بعد أن فشل سابقا في التأثير على الشعب السوري وخداعه بشعارات الديمقراطية التي فضحها أعضاء المجلس التآمري في العديد من المناسبات عندما أكدوا أن رئيس المجلس وبعض الاعضاء يتخذون جميع القرارات والمواقف بطريقة ديكتاتورية تعبر عن عقدة السلطة المزروعة في عقولهم.‏

رئيس مجلس اسطنبول الذي تشدق بالدفاع عن الشعب السوري والحديث باسمه تعامي عن ممارسات الامن التركي بحق مئات السوريين الذين احتشدوا أمام مقر انعقاد المؤتمر التآمري وبدلا من الاستماع الى أصواتهم المطالبة بحماية سورية ورفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية واصل تنفيذ الاوامر المعطاة اليه من أسياده في الغرب ومشيخات النفط داعيا الى ايصال السلاح الى المجموعات الارهابية المسلحة لتواصل أعمال القتل والارهاب والمجازر في سورية.‏

وجاء البيان الختامي لاعداء سورية مفصلا على مقاس المجموعات الارهابية المسلحة ليمنحها دعما اضافيا يشكل غطاء لما تقوم به من مجازر بحق الشعب السوري حيث اعتبر المشاركون أن هذه المجموعات باتت بنظرهم ممثلا مقبولا للشعب السوري يستحق تقديم الدعم كما أنهم حرصوا على تهميش القوى الوطنية السورية المعارضة في الداخل من خلال اعتبار مجلس اسطنبول ممثلا للمعارضة متجاوزين بذلك أبسط قواعد الديمقراطية.‏

وأبدى البيان حرص المجتمعين على تعطيل امكانية التوصل الى حل للازمة في سورية من خلال اعتبارهم الاعمال الاجرامية للمجموعات المسلحة أعمالا مشروعة كما أنهم وجهوا رسائل تحريضية الى الداخل السوري من خلال دعوتهم السوريين بكافة فئاتهم للخروج عن القانون وعدم الاستجابة للسياسات الحكومية والتحريض على مواصلة أعمال الاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة معتبرين ذلك عملا بطوليا يستحق الدعم.‏

أعداء سورية الذين تعهدوا بتقديم رشى مالية للمعارضة الخارجية في حال نجحت بتغيير وجه سورية السياسي والاقتصادي ذكروا على استحياء مهمة أنان الا أنهم أفرغوها من مضمونها باعتبارها مهمة مستقلة معتبرين أن تنفيذها يحتاج الى تنفيذ قرارات الجامعة العربية ومجلس حقوق الانسان ومنظمة المؤتمر الاسلامي التي كانت بمجملها تدعم الاعمال الارهابية للمجموعات المسلحة لتعقيد الازمة وتصعيد الامور في سورية التي أعلنت رفضها في حينها لهذه القرارات المتحيزة والمخالفة لمواثيق المنظمات التي صدرت عنها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية