تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثالوث التبعية والعدوان..!!

الافتتاحيــة
الإثنين 2-4-2012
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

كانت محاولة ساذجة لمسح الذاكرة.. تلك التي رأينا وسمعنا فصولاً هزلية منها في مؤتمر أعداء سورية الثاني، ولم تكن في السياسة فحسب، بل أيضاً في التاريخ ولم تسلم منها الجغرافيا كذلك.

البعض يحلو له أن يسميها إعادة تموضع داخل المشهد المتغير، ووفق فرانس برس بحثاً عن طريق الخلاص، وآخرون أطلقوا عليها المحاولة الأخيرة لحفظ ماء الوجه.‏

مهما تعددت المسميات، وتغيرت التوصيفات، ثمة حقيقة يصعب على أي محاولة أن تمحوها أو تلغيها، بأن كل أولئك مارسوا عدوانهم على الشعب السوري.. بعضهم كان شريكاً مباشراً والبعض الآخر بالإنابة، وعاد «العربي» ليفصح عما هو مطلوب منه دون مواربة باستدعاء العدوان على سورية.‏

ثمة معضلة قانونية وأخلاقية وسياسية تجتمع في «رواد» المشهد، وإذا كنا قد سلمنا بأن الأخلاق بريئة منهم، والسياسة قد تطفّلوا عليها، فإن القانون يفرض مسؤولية يجب التوقف عندها.‏

فالدعوة الموثقة لتسليح الإرهابيين تستوجب المساءلة وفق القوانين الدولية التي حاربت الإرهاب وجرّمت من يدعمه.. فهل نسي الأميركيون والغربيون ما فعلت أيديهم، أم يريدون أن يعطبوا ذاكرة العالم؟!‏

وحديث الأمين العام للجامعة العربية عن الفصل السابع هو استدعاء فجّ وممجوج للعدوان، وهذا يرتب مسؤولية لا نعتقد أنها غفلت عن الدبلوماسي «العريق» وصاحب «الباع الطويل» في السياسة!!.‏

على كل، من المفهوم أن «كل إناء بما فيه ينضح» ومن المؤكد أن آخر ما في الجعبة الاستنبولية قد أفرغ من أفواه المجتمعين، فكان همّ اوركسترا التآمر أن يكتمل ثالوث التبعية والإرهاب.. ولن نضيف الكثير على اعترافات المؤتمرين وقد أسهبوا فيها إلى حدّ التخمة.. لكن ما غاب عن ذهنهم منذ البداية لم يكن بمقدورهم أن يتذكروه اليوم، وفيه من المرارة ما يكفي كي يصمتوا عنه، وأن يواربوا في النظر إليه!!‏

لتكن جردة حساب أولية.. نظرة سريعة على الحصيلة النهائية التي اقترفتها أيديهم بكل هذه الشناعة، والنتائج التي حصدوها.. ندرك أن ضمائرهم المؤجرة منذ زمن بعيد لن تعذبهم، ونعرف مسبقاً أن أحاسيسهم المرهفة حيال السوريين لن تتأذى ولن تتأثر، لأنها كاذبة وهم أكثر من يعرف ذلك.‏

المفارقة، أن عملية مسح الذاكرة التي يجيدون التظاهر في إتقانها هي التي فضحتهم وإذا أسعفت بعضهم، فإنها خانت البقية منهم!!‏

فكل ما جرى من إرهاب وسفك للدماء، يدرك الجميع أنه كان من تصنيعهم وإنتاجهم وإخراجهم.. وأيديهم الملطخة لاتزال توغل في الحقد والتجييش والتحريض ودعم الإرهاب لضرب كل جهد حقيقي.. وأول أهدافهم مهمة كوفي أنان.. إذ كيف يستوي البحث عن حلول سياسية في ظل هذا الهوس المتواصل في القتل والتخريب والدمار..؟! سؤال برسم المجتمع الدولي..‏

لا نعتقد أن في الأمر مفاجأة.. ولا هي خارج سياق المألوف عنهم اليوم، وكل يوم.. فتاريخهم شاهد، وذاكرة الشعوب لا تعمل بأمر عمليات أميركي أو غيره، وذاكرة الشعب السوري تحديداً تحتفظ بتفاصيل تآمرهم.. بخطواتهم، وكل ما فعلوه، وما قدموه للإرهابيين من دعم وتمويل وسلاح ما زالت كارثيته وحقد إرهابه ماثلة على الأرض السورية.‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية