تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية تنتظر ...

نقش سياسي
الأربعاء 15-7-2015
أسعد عبود

منذ كانت االحرب على سورية، وكانت جلسات التفاوض حول الملف النووي الإيراني بين الجمهورية الاسلامية ومجموعة دول 5+1، كان السؤال يتردد :

ماذا يمكن أن يكون أثر التوصل إلى النهاية المرجوة لجلسات التفاوض على سورية؟‏

لا احد يجهل أو يمكنه أن يتجاهل عمق العلاقة بين الدولتين التي استمرت منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران وحتى اليوم مسجلة أطول عمر لعلاقة ثنائية بين دولتين في المنطقة ومتجاوزة لكل المطبات والمؤثرات التي واجهتها بما فيها حرب صدام حسين على إيران وحتى اليوم.‏

لم يكن التعاون والتعامل الجدي بين الدولتين طيلة هذه الفترة التي تقترب من أربعين عاماً مجرد حالة تحسين لشروط العمل الدبلوماسي بينهما. بل أخذت العلاقات طابع التعاون في كل المجالات والتضامن في كل المراحل والتشارك في فهم مشاكل وقضايا المنطقة، من بينها بشكل خاص القضية الفلسطينية.‏

لا سورية ولا إيران ساومت يوماً أي منهما على علاقتها بالأخرى. وبالتالي إذ كانت الأزمة في سورية والحرب الكونية عليها ووضعها تحت الحصار والنهب والذبح ... كان الموقف الايراني الذي يؤكد عمق الأخوة والتعاون دون تردد خدمة للخط المقاوم التي تنتهجه الدولتان وتلتفان من حوله. و... كانت لذاك السؤال شرعيته ...‏

أثر الانتصار الإيراني التاريخي الحقيقي بتوقيع اتفاق التفاهم مع مجموعة 5+1 يتجاوز كثيراً أن سورية تفرح جداً ولا ريب لما حققته حليفتها والأولى والأهم في المنطقة ... ولعلها في العالم أيضاً. سورية يمكنها أن ترى في الانتصار الإيراني على الظلم والحصار والعقوبات الاقتصادية الظالمة ... إمكانية دخول العالم في بيئة أخرى للتفاهم تتنافى وتتجافى مع سياسة العقوبات والحصار.‏

أكثر من ذلك فإن توقيع الاتفاق الذي تم في العاصمة النمساوية فيينا ، سجل للعمل الدبلوماسي التفاوضي نقطة انتصار وتقدم حقيقية في وجه الحروب واستخدام السلاح والارهاب لترويع الشعوب واخضاعها. ليست سورية وحسب التي تنفست بعمق .. بل كل دول العالم التي تكوى بنار الارهاب والتي تنتظر مع سورية ، من تحرير كامل القوة الايرانية، إن تدخل المنطقة في حالة جديدة من التفاهم والتضامن والتحالف لمحاربة الارهاب.‏

هذا الحدث التاريخي سجل أهم انتصار لمنطق العقل ضد منطق القوة الغاشمة في هذا الزمن الذي تسكنه الصراعات المؤلمة. وهو يشكل كما قال السيد الرئيس بشار الأسد في برقية التهنئة للسيد الخامنئي نقطة تحول كبرى في تاريخ إيران والمنطقة والعالم.‏

إن سورية تنتظر – ولا ريب – إمكانات أكبر من إيران لدعمها في حربها العادلة ضد الارهاب، وإيران لم تقصر يوماً بمثل هذا الدعم أنما ستكون لديها امكانات أكبر توظفها لتحقيق النصر عل الارهاب. وتنتظر أكثر من ذلك حدوث تغير في مقاربة دول عديدة في العالم لعلاقاتها بسورية ولاسيما على صعيد فك الحصار عنها والتضامن معها في محاربة الارهاب.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية