تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أفكار متزاحمة

على الملأ
الأربعاء 15-7-2015
شعبان أحمد

ما إن تجلس مع المواطن...-أي مواطن- وتحرضه حتى تتداعى الأفكار.. وعلى كل الجبهات..!

المشكلة هنا أنه وبعد تحريضه قد يصعب إسكاته.. بل يمكن أن يصل إلى مرحلة الاصطدام المباشر..!‏

حينها بالتأكيد ستندم على فعل اقترفته وهو (التحريض)..! وستشعر مباشرة بالندم.. وعدم تكرار الحالة مرة أخرى..‏

آخر مرة حرضت فيها أفكار مواطن (عادي جداً)... بمعنى (أنه لم يصل إلى مرحلة متقدمة من العلم أو الثقافة) كانت منذ يومين حين تصدّت للدفاع عن سياسات الحكومة وأوجاعها المتراكمة في ظل هذه الأزمة المركبة.. أما الشعرة التي استفزت هذا المواطن هي عندما شبهت الحكومة بربّ الأسرة المثقل بالهموم .. عبر طلبات تبدأ من أولاده ولا تنتهي حكماً عند زوجته ومجتمعه.. حينها احمرّ وجه هذا المواطن وعقد حاجبيه وأخذ التعرق يسلك طريقه إلى كامل جسمه:‏

تشبه المواطن بالحكومة ..أي مواطن ..وأي حكومة ..‏

المواطن هذه الأيام لا يعرف متى تشرق الشمس.. ولا متى تغيب.. يركض دون توقف ورغم ذلك وبحسبة بسيطة قام المواطن عبر (غريزته) الحياتية (المتوترة دائماً) بتحديد أولوياته المعاشية وبسرعة بديهية غير مسبوقة استغنى عن الكماليات بالمطلق واكتفى ببعض الأساسيات المهمة جداً جداً.. وفي كثير من الأحيان صبّ جميع جهوده لتأمين الطعام والشراب فقط لا غير.. كونه لا يستطيع الاستمرار بالحياة إلا من خلالهما..‏

أما الحكومة رغم تقديرنا لحملها الثقيل .. إلا أن هناك من فيها يتصرف وكأن البلد لا أزمة فيها.. بل هناك من يطأطئ رأسه شاكراً وداعياً الله (اللهم زدها نعمة)..‏

فالماء يعني الحياة.. وانعدامه يسبب انعدام توازن حقيقي لأي مواطن ..أما الكهرباء مثلاً بدائلها كثيرة.. والمازوت ناب مكانه (الحطب) والقائمة تطول..‏

والسؤال المهم هنا: هل يعني إذا انقطعت الكهرباء فسيتبعها غياب المياه..‏

بمعنى أنه لماذا لا تقوم شركات المياه بوضع بدائل وتكون جاهزة دائماً.. وحسب خبراء في الكهرباء، فإن هذا الإجراء تكاليفه أقل من الكهرباء.. هو مثال فقط على الهروب من المسؤولية..‏

وترحيل الأزمات إلى الأمام حتى تصل إلى مرحلة معقدة جداً قد يكون حلّها مستحيلاً..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية