تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاركة حقيقية

شباب
2012/4/2
لينا ديـوب

كان الشباب دائماً وقود الحركات الاحتجاجية عبر العالم ، ومع توالي الأبحاث والدراسات وتوصياتها وكذلك المقالات التي كتبت حول الشباب وأوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقتنا نتذكر أن ماحدث كان متوقعاً وقابلاً للاستغلال ،

نتيجة واقع التهميش والفقر والبطالة الذي عاشه الشباب وهذا التهميش له مصدران الأول ثقافة مجتمعية وحياة أسرية تقوم على الوصاية والتحكم بمصائر الأبناء إضافة إلى الأنظمة السياسية الشمولية التي غيبت الشباب كعنصر فاعل وأساسي. فالقيادات في الأحزاب القائمة وكذلك في المنظمات كانت هرمة عمريا وفكريا ولا تضم أفراداً من جيل الشباب. ولم تظهر برامج تعبر عن آمال الشباب وطموحاتهم وضرورة مشاركاتهم الا في السنوات الأخيرة بعد أن كبرت المشاكل ووصلت حد الانفجار، وحتى في أماكن العمل كان المديرون من كبار السن. أي إن الشباب لم يمارسوا حقهم الطبيعي في المشاركة السياسية في مجتمعاتهم والذي تكفله الدساتير، وعندما بدأت السياسات الحكومية بالتفكيرباستقطاب هذه الشريحة العمرية من مدخل التنمية والحق الطبيعي في المشاركة السياسية وصياغة حاضر الوطن ومستقبله، كانت التيارات الدينية قد استغلتهم وانتقلت من الحديث عن الخلاص السماوي، ليس الى برامج سياسية فقط، وانما والى انتخابات ديمقراطية طالما اعتبرتها مستوردة من الغرب الكافر ومرفوضة.‏

واليوم بعد أن نهض الشباب مطالبين بمستقبل أفضل يقوم على المشاركة وإرساء قيم العدل والمساواة والكرامة الإنسانية للجميع وليس لجيلهم فقط، فان عملهم وعمل الحكومات صعب ومركب، ربما يبدأ بتحقيق مشاركتهم السياسية بطريقة جديدة وفعلية ، لكن لاتنتهي بمعركة تغيير ثقافات سائدة اجتماعية واقتصادية لاتثق بالشباب. وخجلا واحتراما لكل قطرة دم لابد من خطط وبرامج عمل تعيد لهم مشاركة حقيقية وحياة لائقة فيها فرصة العمل والسكن المناسب وعدالة اجتماعية بين الجنسين.‏

linadayoub@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية