تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(الانترنت)...قد يمنحك فرصة عمرك ....في عالمه الافتراضي!!!

شباب
2012/4/2
هزار عبود

أصبح عالما آخر لشريحة كبيرة من الشباب,قد يلجؤون إليه هربا من ضغوط حياتية معينة ..أو لتعويض نقص ما يعانونه في الحياة الواقعية ..

أو لكسر حاجز عزلة و الانطلاق بعلاقات اجتماعية حتى لو كانت افتراضية ...أو توطيد صداقاتهم بالتواصل‏‏

‏المستمر مع محيطٍ يبتعدون عنه بسبب العمل أو الدرس أو السفر ..فهي صور حياتية عديدة أصبح الانترنت يشكل بديلا عنها الآن!!‏‏‏

إلا أن خيوط شبكته العنكبوتية لم تتوقف عند علاقاتنا الاجتماعية أو حتى العاطفية بل نسجت مواقع جديدة يمكننا من خلالها الحصول على فرصة عمل مناسبة !‏‏‏

و قد تكون صيحة جديدة من صيحاته التي لم نألفها بشكل واسع بعد, لأننا مازلنا تائهين بين خيارين لا ثالث لهما (أي القطاعين العام و الخاص),أو لنظرة أعمت عيون الكثيرين منا وهي أن الانترنت وسيلة ترفيه و فضفضة لا أكثر.‏‏‏

فهل حقا يمكن أن نجد عملا عبر تلك الشبكة العجيبة؟؟‏‏‏

وهل يكفي أن نجلس أمام الشاشة المربعة لكي نحصل على فرصة أم أن الأمر مختلف؟؟‏‏‏

وسيلة عصرية...لعرض الشواغر!!‏‏‏

أصبح يعتمدها معظم أصحاب الأعمال للإعلان عن الوظائف الموجودة لديهم إما في أقسام التوظيف أو عبر وكالات خاصة تحصل على نسبة من خلال التوظيف و مهمتها تقديم المعلومات اللازمة عن الوظائف أو أن تكون صلة وصل بينهم و بين الباحثين عن العمل عبر تقديم السير الذاتية المناسبة لهم.‏‏‏

وهو ما أكده لنا إبراهيم يوسف مساعد الاتصالات في مركز الإرشاد الوظيفي حيث تحدث عن النشاطات التي يقدمها المركز في هذا الموضوع من خلال برامج عديدة أهمها برنامج(خطوتك الأولى) ويكتسب فيه الشباب مجموعة من المهارات أهمها الاتصال و التواصل...و كتابة cv...و مهارة البحث عن العمل وضمنها يتم تدريبهم على كيفية استخدام المواقع الالكترونية للحصول على الفرصة المناسبة .‏‏‏

كما ذكر أن موقع (Syrian jobs ) هو من أكثر المواقع استخداما في هذا المجال والتي يتعامل معها المركز كجهة مهتمة بذلك ,فكل فرصة عمل يمكن أن تنشأ أو تطرح من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لابد أن يتم الإعلان عنها عبر هذا الموقع كما أن أصحاب الأعمال يستخدمونه لكي يروجوا لأعمالهم أو الوظائف المتوفرة لديهم رغبة بإيجاد الأشخاص الأفضل و المناسبين لهذه الشواغر.‏‏‏

‏وأضاف إبراهيم: إن مركز الإرشاد الوظيفي يحتوي على غرفة الموارد البشرية وهي مجهزة بأحدث التقنيات التكنولوجية للاتصال و التواصل لكي يتمكن الشباب رواد المركز من تصفح الانترنت و الدخول إلى هذه المواقع و معرفة كيفية عرض كل موقع للشواغر المتاحة.‏‏‏

فمهمة المركز لا تقوم على تقديم العمل بشكل مباشر بل مهمته هي تهيئة الشباب لدخول سوق العمل.‏‏‏

تجربتي الخاصة...!!‏‏‏

للوهلة الأولى قد تقول عزيزي القارئ أنه مجرد كلام على الورق!!‏‏‏

لكن...سامة شرشار شابة كانت لها تجربتها الخاصة و الناجحة في هذا المجال و استطاعت أن تجد فرصتها المناسبة حيث قالت لنا:‏‏‏

دخلت إلى مركز الإرشاد الوظيفي عبر وحدة المقابلة المبدئية وخضعت بعدها لجلسات مع السيدة ريما لتحديد رغباتي و اتجاهاتي ,وعندما اخترت مجال الموارد البشرية قدمت لي عدداً من المواقع الالكترونية التي يمكنني البحث من خلالها عن عمل.‏‏‏

وأضافت: من خلال المركز تم التواصل مع إحدى الشركات المهمة في سورية,التي أتاحت لي فرصة التدرب لديها في مجال الموارد البشرية لمدة خمسة أشهر و أصبحت بعدها موظفة.‏‏‏

كما أشارت سامة إلى المهارات الهامة التي اكتسبتها من خلال المركز أهمها كتابة سيرتها الذاتية بشكل صحيح و كيفية تقديم نفسها بطريقة ناجحة خلال مقابلة العمل ,بالإضافة إلى مساعدتها في مجالها وذلك عبر توجيهها إلى جمعية الموارد البشرية.‏‏‏

وفي النهاية أكدت لنا أهمية هذه المراكز و المشاريع في مساعدة الشباب للقيام بالخطوة الأولى نحو دخول سوق العمل وذلك من خلال تدريبهم و تحقيق التواصل مع أصحاب الأعمال في مختلف القطاعات.‏‏‏

ننطلق من رغبتهم...‏‏‏

وهو ما يحرص مركز الإرشاد الوظيفي على البدء به مع الشباب الباحثين عن عمل ,من خلال تحفيز نقاط القوة لديهم باختبار يدعى (تمهيد) يتم ضمنه منحهم قائمة بالأعمال الأفضل التي يمكنهم التوجه إليها.‏‏‏

وهنا أشار السيد يوسف أن كل باحث عن عمل يستعين بمركز الإرشاد الوظيفي يمكنه أيضا أن يستفيد من برنامج (المرشد الوظيفي) وهو عبارة عن سبع جلسات يطرح خلالها رغباته و مهاراته التي يبرع فيها وبناء على ذلك نضع خطة عمل مبدئية ليبحث عن الفرصة المناسبة له أو يسعى لتطوير مهاراته .‏‏‏

وأضاف: إن إحدى الخطوات المهمة التي نقدمها في المركز (يوم التجربة) والذي ننظمه بشكل أسبوعي حيث تتم زيارة إحدى الشركات في القطاع الصناعي أو التجاري و الهدف من ذلك أن نجعل الباحثين عن العمل يتفاعلون بشكل مباشر مع الموظفين داخل الشركة كي يطلعوا بأنفسهم على المتطلبات الحقيقية للوظيفة.‏‏‏

ويضاف إلى ذلك برنامج (يوم المتحدث) وخلاله يحضر أحد أصحاب الأعمال ليتحدث عن تجربته في مجال الأعمال ,ويقوم بالتواصل مع الشباب كونه شخصا مسؤولا عن التوظيف ليشرح لهم المعايير و الأسس التي يتم اعتمادها في اختيار الموظفين و هنا يستطيع الباحث عن العمل أن يستقي معلوماته من صاحب العمل أو المسؤول عنه بشكل مباشر .‏‏‏

وأكد يوسف أن مثل هذه البرامج مهمة جدا في تهيئة الشباب قبل القيام بالبحث الالكتروني عن فرصة مناسبة لأنها تمنحهم الخبرة و المعلومات المناسبة.‏‏‏

حقاً.... وسيلة فعالة للحصول على عمل؟؟‏‏‏

فمشكلات الانترنت أصبحت (أشهر من نار على علم..!)كما يقولون,و رغم ذلك يرى إبراهيم يوسف كونه في مجال الاتصالات أن الشباب اليوم يمكنهم الاعتماد على الانترنت من أجل التوظيف,فهو مساحة لكي يسوق الشاب عن نفسه في المواقع الالكترونية المعنية وهناك العديد منها تتيح لهم فرصة البحث عن الوظيفة الملائمة.‏‏‏

لكنه..يرى أن هذا النظام الالكتروني للتوظيف لم يظهر في سورية بشكل كبير بعد و ذلك لعدة أسباب منها ضعف ثقافة الانترنت و غياب مفهوم البحث عن عمل من خلاله بالإضافة إلى المشكلة الأهم و هو ضعف خدمة شبكة الانترنت فهناك الكثير من المناطق ليس فيها بوابات,فالانترنت لا يزال شيئا جديدا يدخل مجتمعنا و الشباب الذين يستخدمونه لا يعتمدونه كطريقة للحصول على شيء مهم.‏‏‏

فهو كغيره من الأفكار المتطورة المستوردة التي نتخبط بها طويلا حتى يتم التأسيس لها و جعلها مفهوما تكنولوجيا نحو حياة أفضل (و بانتظار الفرج!!).‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية