تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التوحد مصدر إعاقة حين يهمل.. الرعلية الاجتماعية تبدأ و تنتهي بالاسرة

مجتمع
الأحد 22/6/2008
منال السماك

للأسف, قد لا تدعو الاحصائيات التي جرت في بعض الدول حول مرض التوحد للتفاؤل فنسبة انتشاره في ازدياد, ولأسباب مازالت مجهولة وغامضة, فبعد أن كانت تشير إلى 1-2 لكل طفل في السبعينيات, ارتفع الرقم إلى كل 1000 في الثمانينيات,

وفي بعض البلدان 2 لكل 1000 طفل, أما في سورية فالاحصائيات غير متوفرة, وبحسب علم الاجتماع لم تقم أي دراسة احصائية حول التوحد حتى الآن.‏‏

ولإلقاء الضوء على هذا المرض وخصائصه وتأثيره على السلوك, كانت لنا وقفة مع الدكتور آذار عبد اللطيف الأستاذ في كلية التربية من خلال محاضرته التي ألقاها في المركز الثقافي بأبي رمانة والتي دارت حول ( الاعاقة والرعاية الاجتماعية) حيث اعتبر التوحد نوعا من أنواع الاعاقة الأكثر صعوبة بالنسبة للطفل ولوالديه ولأفراد أسرته, فهو اضطراب يتميز بالغموض وبغرابة أنماط السلوك المصاحبة له, وبتداخل بعض مظاهره السلوكية مع بعض أعراض الاعاقات والاضطرابات الأخرى, فضلا عن حاجة الطفل المصاب به إلى اشراف ومتابعة مستمرة من الوالدين.‏‏

يعد التوحد نوعا من الاعاقات التطورية, سببها خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى توقف أو قصور في نمو الادراك الحسي, وبالتالي القدرة على التواصل والتخاطب والتعلم والتفاعل الاجتماعي, ويمكن أن يحدث في مرحلة النمو بدءا من تكوين الجنين في رحم الأم, وتبدأ ملامح ظهوره في الأشهر الثلاثين الأولى من عمر الطفل, ويصيب الذكور أكثر من الاناث بنسبة 4/.1‏‏

يؤكد د.عبد اللطيف أهمية تشخيص التوحد, لأنه الخطوة الأولى والأساسية لتحويل الطفل التوحدي للمكان المناسب, ولوضع البرنامج التعليمي الخاص به, إلا أن التشخيص يعتبر من الأمور الصعبة لأنه يعتمد بشكل أساسي على السلوكيات وتعود صعوبة التشخيص لما يلي:‏‏

- تشترك أعراضه أو تتشابه مع أعراض اعاقات أخرى مثل التخلف العقلي والاضطرابات العاطفية الانفعالية وحالات الفصام.‏‏

-الدراسات والبحوث حديثة نسبيا حيث بدأت في الخمسينيات وزادت بعض الشيء في السبعينيات.‏‏

-التوقف الملحوظ لنمو قدارت الاتصال بين الطفل المتوحد والبيئة المحيطة به, يترتب عليه توقف القدرة على تعلم اللغة ونمو القدرات العقلية وفعالية عملية التطبيع الاجتماعي, الأمر الذي يؤدي في الحالات الشديدة إلى استحالة نجاح برامج التأهيل الاجتماعي.‏‏

كيف يؤثر التوحد على السلوك?‏‏

إن أطفال التوحد ليسوا مختلفين عن غيرهم, سوى أن لديهم سلوكياتهم الخاصة بهم, كما يتمتعون بصحة جيدة, ولديهم متوسط عمر متوقع عادي, لكنهم ولظروف خاصة , قد يعاني بعضم من عجز في القدرات وعجز جسماني, يضاف لذلك ان لديهم ذكاء طبيعيا, إلا أنهم عاجزون عن توصيله للآخرين نتيجة صعوبات التواصل, 70% منهم لديهم تخلف عقلي والثلث المتبقي لديه نسبة ذكاء طبيعي.‏‏

خصائصه وأعراضه للتوحد أعراض عدة ليس من الضروري أن تجتمع كلها في فرد واحد, كما تختلف في الدرجة والشدة بين طفل وآخر, وهذه الخصائص تتبدى ب:‏‏

- القصور الحسي: غياب مظاهر الادراك والاستجابة للمثيرات الحسية.‏‏

- العزلة العاطفية والبرود الانفعالي.‏‏

- الاندماج الطويل في تصرفات نمطية متكررة كطقطقة الأصابع والهزهزة, واهتمامات غريبة بأشياء تافهة.‏‏

- نوبات غضب وعدوان على النفس والغير, ضحك, بكاء, صراخ دون سبب واضح.‏‏

- التفكير المنكب على الذات.‏‏

- قصور في السلوك التوافقي وغياب التقليد واللعب الايهامي.‏‏

- رفض أي تغيير في السلوك الروتيني ومقاومة التغيير في أنماط الحياة اليومية.‏‏

- العجز في التحصيل اللغوي وغير اللغوي.‏‏

العلاج بالتأهيل والتدريب: يتابع د. عبد اللطيف حديثه عن إمكانيه علاج مرض التوحد, حيث لا يوجد علاج إلا بالتأهيل والتدريب الذي يمكن من خلاله تخفيف حدة أعراض هذا المرض, وتتركز معالجة الأطفال التوحديين على:‏‏

- التدخل المبكر لتحسين مستوى التحصيل اللفظي والكلامي بواسطة برامج خاصة من قبل اختصاصيين.‏‏

- علاج السلوك السلبي والنمطي بواسطة التدريب.‏‏

- برامج تعليمية وتأهيلية لتحسين التفاعل والتواصل مع الأهل والمجتمع.‏‏

- المعالجة الطبية لازالة المعادن الثقيلة من جسم الطفل التوحدي, إن كان بحاجة لهذه المعالجة.‏‏

- بعض المراجع الطبية تنصح بالمعالجة عبر الأوكسجين المضغوط, وبالحمية الغذائية الخالية من الجلوتين والكازئين.‏‏

مقترحات وتوصيات :‏‏

- العناية بالطفل المتوحد من مرحلة الروضة, ما يساعده على تعلم العناية بالذات والمهارات الاجتماعية.‏‏

- إن الأطفال المتوحدين بحاجة لعناية خاصة في مدارس خاصة, وبعد مرحلة معينة يتم دمجهم بالتعليم العادي.‏‏

- من خلال وحدات العلاج الطبي يحبب أن يشترك الأ بوان في عملية التعامل والعلاج.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية