تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضغوطات وتحديات تؤثر على الامتحانات

جامعات
الأحد 22/6/2008
رشا ابراهيم

شهر أو أكثر من الامتحانات يعيشها الطالب في حالة من القلق والتوتر نهاية كل فصل من سنته الدراسية.. صحيح أن هذا الشهر هو امتحان لمعلومات الطالب التي تعلمها وهو مراجعة لتلك المعلومات وليس لتعلمها,

ولكن يجب أن ندرك أن الامتحانات هي احدى الضغوطات النفسية على الطالب وليست الوحيدة, وماهي الا استمرارية لضغوطات وتحديات أخرى يتعرض لها الطالب منذ بداية العام.‏

إن معاناة الطالب تبدأ من السنة الجامعية الأولى , فأول ما يعانيه الطالب هو موضوع التأقلم مع طريقة التدريس في الجامعة التي تختلف عنها في الثانوية انطلاقا من أسلوب التعليم وحتى البرامج المختلفة, يقول الطالب أحمد ( طالب في كلية الآداب) أن طريقة دراسته في الجامعة اختلفت عن طريقة دراسته في السنوات السابقة, فالمعلم في المدرسة كان يسهب في شرح المواد وإملائها على الطلاب لتدوينها في دفاترهم, أما المحاضر في الجامعة لاينتظر الطالب ليكتب ما يقول ولايتساءل إن فهم الطالب مقصده أم لا, فاضطررت أن أعتمد على نفسي في الاستعجال بالكتابة وراء المحاضر وفي الذهاب إليه للإجابه عن بعض الاستفسارات التي مرت في المحاضرة وكثيرا ما أجد أن المحاضر ليس لديه متسع من الوقت للإجابة على أسئلتي, فأضطر إلى الاعتماد على نفسي في البحث لإيجاد الأجوبة المرجوة.‏

إذاً أسلوب التدريس في الجامعة يعتمد على البحث الذاتي الذي لم يعتد عليه الطالب في المراحل الدراسية السابقة.‏

كذلك تقول ياسمين ( طالبة في كلية الإعلام) بعد سؤالها عن الصعوبات التي تواجهها في الجامعة إنها وجدت نفسها تعتمد على ذاتها في كل شيء, مثل توفير المواد والمراجع المطلوبة ودراستها بشكل ذاتي, وأن عليها تعلم كيفية استعمال المكتبة الجامعية وهو شيء جديد بالنسبة لها, وكذلك تفاجأت بما يسمى الجزء العملي من المادة والذي يأخذ وقتا طويلا وعلى حساب دراستها لبقية المواد.‏

ولا نستطيع أن نتجاهل الظروف الاقتصادية التي تزيد من الصعوبات أمام الطالب فهو يحتاج إلى توفير مصاريف تعليمه وقد يضطر إلى أن يعمل لتوفير هذه المصاريف خاصة إذا كان يدرس في جامعة بغير محافظته, يقول عبد القادر ( طالب في قسم اللغة الانكليزية ), إنه وجد نفسه مضطرا لاتخاذ قرارات بنفسه وبتوفير حاجاته بشكل مستقل عن أهله وإنه يعاني من قلة ساعات اليوم التي لاتكفيه فهو يعمل سائقا في شركة لتوزيع البسكويت من أجل تأمين قوته اليومي وأجار الغرفة التي يسكنها لأن الحظ لم يسعفه بغرفة في المدينة الجامعية فهو من مدينة طرطوس ولا يملك مسكنا في دمشق , كما أنه مطالب بنسبة حضور في جامعته.‏

هذا يعني أن الطالب عليه تحمل الكثير من الضغوطات والمصاعب للوصول إلى تحقيق أهدافه وطموحاته.‏

لم تنته معاناة الطالب هنا حيث يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن نسبة مهمة من الطلبة لديهم مشاعر سلبية تجاه الاختصاص الذي فرض عليهم وفق ما فرضته عليهم الدرجة النهائية التي حصلوا عليها في المرحلة الثانوية, ما يؤدي ببعض الطلبة الى تغيير الفرع الذي يدرسونه وكذلك إلى تسرب بعض الطلاب من الجامعة, فإن رضا الطالب عن وجوده في الجامعة التي اختارها له دور كبير في قدرته على التأقلم مع مواده التي يدرسها ومع زملائه في الجامعة وفي مواجهة جميع الصعوبات فإن دوافع الطلبة وميولهم واهتماماتهم تشكل العمود الفقري لنجاحهم المهني وانتاجيتهم الاجتماعية في المراحل اللاحقة من حياتهم وللتخفيف من حدة صعوبات التأقلم على الطلاب يجب إتاحة المجال أمام الطالبات والطلاب في المراحل المدرسية المختلفة والانكشاف على الحياة الجامعية.‏

إذا الطالب لايمر بمرحلة ضغط نفسي في فترة الامتحانات فقط بل هناك تحديات نفسية مستمرة طوال العام وعلينا أن نراعيها في فترة الامتحانات لمساعدة هذا الطالب على تحقيق طموحاته التي تنعكس على هذا البلد في النهاية, كما يجب أن نراعي أهمية منح الدعم النفسي الكامل للطالب الجامعي في بداية طريقه على الأقل لمساعدته على التأقلم السريع للدراسة الجامعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية