تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الانتخابات الإسرائيلية .. اختلاف في الأوجه وتشابه بالايديولوجيا

شؤون سياسية
الثلاثاء 22-1-2013
فؤاد الوادي

بخلاف كل القواعد الانتخابية في العالم التي تختلف وتتمايز فيها برامج وخطط الناخبين، يبدو المشهد في إسرائيل مختلفاً ومغايراً تماماً لذلك الواقع حيث تلتقي جميع برامج وخطط الأحزاب الإسرائيلية رغم الاختلاف المزيف

في الأوجه والتسميات و التصنيفات لجهة التوجهات والمواقف والأهداف التي تنسحب من أقصى اليمين المتطرف الى الوسط الاقل تطرفا فاليسار المعتدل بتطرفه عند مطلب أساسي ورئيس في برامجهم الانتخابية التي ليست في نهاية المطاف إلا انعكاساً حقيقياً لأهدافهم وتوجهاتهم ونواياهم الحقيقية التي يضمرونها للشعب الفلسطيني الى حدود وصلت حد التسابق واللهاث لتحقيق وتطبيق تلك الأهداف على الأرض التي تتقاطع جميعها عند قتل الشعب الفلسطيني وإرهابه والإمعان في ذبحه وتعذيبه .‏

وانطلاقا من هذا الواقع الانتخابي الإسرائيلي فإن قراءة الملف الانتخابي الإسرائيلي لجهة التوقعات باسم وماهية المرشحين والأحزاب الفائزة في الانتخابات تبدو أسهل و أوضح بالنسبة للمواطن العربي الذي وصل إلى قناعة أكيدة شكلتها تجاربه السابقة مع جميع الحكومات الإسرائيلية على اختلاف أشكالها وألوانها التي تلتقي كما أسلفنا عند نقطة إرهاب وقتل الشعب الفلسطيني ، تلك القناعة التي تطرح السؤال الإشكالي ذاته في كل مرة تجري فيها الانتخابات الإسرائيلية، السؤال الذي يحمل في طياته الكثير من السخرية من الهدف الأساسي لهكذا انتخابات لا تتبدل فيها سوى الأوجه التي يوجهها عقل إجرامي يحكمه فكر صهيوني متطرف يحدد توجهات وخطط واستراتيجيات الكيان الصهيوني بمجمله ، الأمر الذي يحول مهمة جميع الحكومات الإسرائيلية إلى أداة تنفيذية فقط لتلك الايدلوجية المفرطة في تطرفها ، مع ملاحظة أن الاختلاف الوحيد في الحكومات الإسرائيلية السابقة واللاحقة هو ذاك الذي يظهر ويتباين من خلال شدة وحدة القتل والإرهاب والممارسات الاحتلالية بحق الشعب الفلسطيني .‏

وإذا ما أسقطنا تلك التغيرات والتطورات الإقليمية والدولية التي تجتاح المنطقة والعالم والتي تعتبر فيها إسرائيل بؤرة ونواة للإرهاب وللتطرف وهو الأمر الذي كان ولايزال يعطيها ميزة التأثير والتأثر السريع بأي تبدل أو تغير، فإنه يمكننا على الفور فهم الأسباب والدوافع الحقيقية وراء تحالف المتطرفين بنيامين نتنياهو و افيغدور ليبرمان في قائمة انتخابية واحدة ، خاصة إذا أضفنا إلى ذلك أن معظم استطلاعات الرأي الاسرائيلية الأخيرة ترجح فوز هذه القائمة بزعامة نتنياهو الذي يطمح وحليفه ليبرمان الى تشكيل حكومة حرب تكون قادرة على تلبية طموحات ونوايا الطرفين المعلنة والتي يتصدرها إعلان الحرب على إيران ومواصلة العدوان على قطاع غزة والاستمرار بسياسة الاستيطان في أراضي الفلسطينيين وكذلك مواصلة الممارسات الاحتلالية والإرهابية ضد الشعب الفلسطيني .‏

وفي ذات السياق فقد رجحت استطلاعات الرأي استبقت موعد الانتخابات فوز معسكر اليمين المتطرف الذي يتكون من ائتلاف حزب الليكود الذي يتزعمه المجرم بنيامين نتنياهو وقائمة ( إسرائيل بيتنا ) التي يرأسها الإرهابي أفيغدور ليبرمان ، كما توقعت الاستطلاعات أن يعود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الجديدة .‏

بدورها ذكرت صحيفة (معاريف ) الإسرائيلية أن هناك مجموعة سيناريوهات محتملة لشكل الحكومة والخريطة السياسية الإسرائيلية القادمة ، احدها ان يستبعد بنيامين نتنياهو حلفاءه التقليديين ويشكل تحالفا أوسع قد يضم أحزابا من اليسار والوسط .‏

وأضافت الصحيفة في استطلاع للرأي أجرته الأسبوع الماضي أن قائمة (الليكود )و (إسرائيل بيتنا )ستحصل على 38 مقعدا، يليها حزب العمل بـ16 مقعدا، ثم (البيت اليهودي) بـ 13معقدا، و(شاس ) بـ 12 مقعدا، أما حزبا (يوجد مستقبل ) بقيادة يئير لبيد و (الحركة ) بقيادة تسيبي ليفني سيحوزان على 8 و7 مقاعد على التوالي ، وتوضح الصحيفة أنه إذا حصد ( الليكود- بيتنا ) بين 38 و40 مقعدا فهناك احتمال كبير جدا في أن يعيد نتنياهو تعريف من هم شركاؤه الطبيعيون.‏

كما تحدثت الصحيفة عن مجموعة سيناريوهات أخرى أقل احتمالية، ومنها ائتلاف اليمين والأصوليين حيث سيتشكل من ( الليكود وإسرائيل بيتنا والبيت اليهودي وشاس ويهدوت هتوراة ).‏

من جانبها قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت ) إن شعبية قائمة ( الليكود- بيتنا ) بقيادة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، تتراجع لصالح اليمين الديني المتطرف.‏

وأضافت الصحيفة في استطلاع للرأي أجرته في وقت سابق أن القائمة بحسب استطلاعات الرأي ستحصل على 33 مقعدا من أصل 120، مقارنة بـ35 مقعدا وفق استطلاع سابق و37 مقعدا طبقا لاستطلاع نشر قبل شهر تقريبا، أي أن القائمة تفقد مقعدا برلمانيا كل أسبوع.‏

كما أظهر الاستطلاع تراجع حزب العمل من 19 مقعدا بالاستطلاعين السابقين إلى 17 مقعدا الآن، في حين ازدادت قوة تحالف الحزبين اليمينيين المتطرفين (البيت اليهودي ) و(الوحدة القومية ) إلى 12 مقعدا بزيادة مقعد واحد عن الاستطلاع السابق، وحصل حزب ( عوتسماه ليسرائيل ) الذي يمثل غلاة اليمينيين المتطرفين على مقعدين، مما يعني عدم تجاوزه نسبة الحسم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية