تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاستيطان في برنامج نتنياهو الانتخابي

شؤون سياسية
الثلاثاء 22-1-2013
منهل إبراهيم

الجميع يعلم مفرزات العقل العنصري التوسعي لدى رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولو صمت وأعارنا سكوته لكان أفضل له من كلامه عن استمرار إنتاج كريات جسد كيانه السرطانية لمزيد من المستعمرات

التي ستفرّخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة في حال فوزه بالانتخابات وبقائه على رأس حكومة كيان عنصري تستعر في أحشائها حمى المستوطنات لدرجة شبه جنونية وكأنها الملاذ الأخير لبقاء كيان من المفترض بحسب خيال قادة الاحتلال أن يعيش على بقايا الجسد الفلسطيني بعد أن يفتك فيه سرطانا الاستيطان والتهويد.‏

رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو صاحب الفكر الممنهج في الاستيطان والتهويد يبدو أنه يريد استثمار الفترة الحساسة القريبة من الانتخابات الإسرائيلية ليطرح برنامجه الاستيطاني بزخم أكبر ليرخي بظلاله الاستيطانية على صناديق الاقتراع فيدعمه الإسرائيليون بالأصوات ليزيد فرص ربحه الانتخابي، كما تعود هو وأشباهه من رؤساء حكومات كيان الاحتلال على أن يمهروا صناديق الاقتراع بالدم الفلسطيني وأنات من فقد بيته ليحل مكانه بناء استيطاني عفن.‏

فنتنياهو الماضي بكل ما أوتي من عزيمة عنصرية في سياساته التهويدية التوسعية بالقدس المحتلة والأراضي المحتلة الأخرى أعلن بلسانه المتشعب رفضه تجميد أو تفكيك المستعمرات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة في حال فوزه في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل .‏

هذا الإعلان ليس بمفاجئ أو خارج عن المألوف لكنه بكل تأكيد حركة بهلوانية استعراضية لدعم صندوق اقتراعه بأصوات الناخبين الإسرائيليين،لاسيما وقد تبين من آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية ظهر فيه أن كتلة اليمين التي يتزعمها نتنياهو قد فقدت من قوتها وحصلت على 63 مقعداً فقط في حين أن كتلة وسط اليسار حصلت على 57 مقعداً ما ترتب عليه إعادة حسابات نتنياهو وضخ المزيد من التصريحات لتعويم صندوق اقتراعه الذي يبدو أنه في خطر فيما لو استمرت حظوظ يسار الوسط ومن يلف لفيفها في الارتفاع .‏

والمفارقة المضحكة أن نتنياهو اعتبر في تصريح لصحيفة (معاريف) الصهيونية أن أي حكومة صهيونية برئاسته لن تخلي المستوطنات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية المحتلتين خلال ولايتها المقبلة وقال إن عهد تقديم ما وصفه ب (التنازلات) من هذا القبيل قد ولى إلى غير رجعة، نتنياهو قال هذا التصريح متناسياً إنه محتل على أرض الغير، ومن لا يملك الأرض لا يستطيع أن يقدم تنازلات عن أي شي فوقها لأنها ملك للفلسطينيين وليست ملكاً له ولكيان احتلاله ،وتمادى نتنياهو كعادته من خلال تعنته وإصراره في غيه عبر الاستمرار في برنامجه الاستيطاني بتحدي الإرادة والقرارات الدولية التي تؤكد عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة ،وكما هو معلوم فإن رفض نتنياهو فكرة إعادة تجميد البناء في المستوطنات يؤكد بشكل قاطع عدم مرونة كيان الاحتلال حتى في مجاملة المجتمع الدولي الذي يضغط بنعومة على كيان الاحتلال لوقف الاستيطان عبر عبارات الرجاء والتوسل والتمني كما فعل الاتحاد الأوروبي وغيره من التكتلات والمنظمات والدول عبر تصريحات خجولة وغير ملزمة وفي المحصلة لا طائل منها .‏

نتنياهو الذي يصرح ولا يلوح بثقته في الفوز في الانتخابات المقبلة ويقول (إن مسألة تولي رئاسة الحكومة المقبلة أمر مفروغ منه) لاشك أنه لا يستند في تبجحه هذا على فراغ ،والأخطر من ذلك أن يكون قدم وعوداً لكيانه ومن يرعاه بالإجهاز على الجسد الفلسطيني بشكل يجعله واثقاً بالفوز في الانتخابات الصهيونية . وليس بمستغرب تمادي نتنياهو في مواقفه المتطرفة والعنصرية عبر زرع أرض فلسطين المحتلة بمزيد من البؤر الاستيطانية في وقت لا يواجه فيه كيانه أي ضغط أو موقف حازم سواء دولي أو على صعيد الجامعة العربية حيال مسألة المستوطنات الإسرائيلية.‏

والحقيقة أن ما يهم نتنياهو ويؤرقه في هذه الفترة هو تراجع حزب (الليكود بيتنا) في استطلاعات الرأي وهي تحالف بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب (إسرائيل بيتنا) (اليمين المتطرف) بزعامة وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان، ويريد نتنياهو بخبثه ودهائه ومراوغته وسياسته الاستيطانية والدموية أن يبقي حزب(الليكود بيتنا ) قوياً لكي يعيد إنتاج حكومته العنصرية بقالب جديد قديم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية