تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. استهداف الجامعات لن يزيدنا إلا إصراراً على الصمود والمواجهة انتصاراً للوطن

طلبة وجامعات
الثلاثاء 22-1-2013
آنا عزيز خضر

تتكامل ممارسات الارهابيين ومخططات مشغليهم في اهدافها مع اعمال التدمير والتخريب، فهي لم تبدأ بالحجر و لم تنته عند البشر، فها نحن نرى المؤسسات تحرق ،و المعامل تفكك و تنهب

،و المنشآت و مراكز البحوث تفجر، و المدارس تدمر، ثم المحاولات الدائمة للنيل من سورية و صمود شعبها و صروحها و أفراد مجتمعها.‏‏

و ها هو الارهاب يصل إلى الجامعة ذلك الصرح العلمي والحضاري ،والذي يعتبر منارة للمجتمع، ليكون استهدافه استكمالاً لاعمال القتل واغتيال الكفاءات وقد أريد معاقبة الطلبة ،ليس لشيء إلا لأنهم يريدون متابعة دراستهم باصرار .. هم قصدوا زرع الرعب و الهلع في نفوس الطلبة، و خلق حالات من القلق والخوف، و ما حصل و كون الوطن هو المستهدف، تنقلب ردة الفعل إلى إصرار على الصمود والتصدي والمواجهة انتصارا للوطن واستنهاضا لإرادة الحفاظ على كرامة الوطن مهما كان الثمن ، فهو اغلى حتى من حياتهم .. وهاهم الطلبة ينضمون إلى قوافل شهداء الوطن ، وهاهم زملاؤهم ينفذون الاعتصامات رفضا وحدادا في جامعات الوطن تخليدا لشهداء جامعة حلب .‏‏

مسيرات شموع في جامعة دمشق حدادا على أرواح الشهداء في المدينة الجامعية بحلب اعلن خلالها الطلبة في جميع الجامعات السورية دمشق و البعث وتشرين الوقوف في مواجهة الارهاب لدحره ، وكان موقف الطلبة يتحدى بالعمل و الاستمرار، فكان هناك مبادرات فورية وحملات تنظيف من آثار التفجير الإرهابي من قبل طلبة جامعة حلب.‏‏

كما أقيمت حملات تطوعية و فعاليات أنجزتها مجموعة من الشباب و الشابات والطلبة ،تعلن عن وقفتها التضامنية وموقفها حيال ما يجري، وقد تتابعت بقوة و تسارعت كرد لا يهاب ،مما يؤكد إرادة الطلبة و ردة الفعل الوطنية ،التي تتجلى أكثر و أكثر في مقاومة الإرهاب، و التسلح بشجاعة للدفاع عن كرامة الوطن بكل الوسائل ،وكانت الحملات التطوعية الشبابية أكثر من أن تعد،والتي تعودنا على مبادراتها المستمرة تجاه ما يحدث على ارض الوطن،منها مثلا (حملة سورية بيتنا) شاركت في وقفة الحداد على الشهداء الطلبة ،و قد سبق لها المشاركة في الكثير من الفعاليات ،التي تعبر عن موقف الطلبة الوطني .‏‏

و قال رئيس الحملة نحن شعب لا يقهر مهما حاول المتآمرون بث سمومهم ،خصوصا أن نفس الحملة، نظمت مسيرات تدعو إلى المحبة و السلام و اللحمة الوطنية ،و شاركت في تنظيف شوارع حمص، و شاركت ضمن حملة (عشاق سورية) لتكريم الإعلام الوطني،التي ضمت بدورها مجموعات ، كانت كغيرها من الحملات الوطنية،و التي ترفع راية الصمود عاليا.‏‏

و اللافت أن تلك المجموعات الكثيرة، جميعها مؤلفة من متطوعين طلبة وشباب ،و كان منها( لم الشمل) (شباب الوحدة الوطنية) ( بصمة شباب سورية) ( الوفاء للشهداء ) (مجموعة سورية بخير)(مجموعة أيدي بأيدك بكره أحلى )و غيرها الكثير، حيث شاركت هذه المجموعات الشبابية والطلابية في كل مناسبة وطنية و كل فعالية ،تعبر عن الموقف الوطني لطلبة سورية و شبابها و صمودهم تحديا لما يجري على الأرض من إرهاب.‏‏

و رغم المأساة و الحزن على شباب طلبة واعدين ينطلقون للمستقبل، و قد خطفت حياتهم بأيدي الغدر،فقد جسد استشهاد هؤلاء الطلبة قمة التضحية ،وقد أصروا على متابعة تعليمهم ،رغم كل تلك الأحداث ،فكانوا بناة للوطن ،و أصحاب فعاليات وطنية و كانوا شهداء، و رغم ذلك يقول الآخرون منهم أنهم مشاريع شهادة للذود عن الوطن ، يتحدون كل من يحاول النيل من أمنه و استقراره .‏‏

الطالب ( خلدون خضرا) إدارة أعمال سنة ثانية قال: الحزن الذي ينتاب أياً منا ،يفوق الوصف أولا من ناحية إنسانية، و ثانيا من جهة استهداف المتعلمين، و الذي كان استكمالا لاغتيالات كثيرة حصلت، و قد ركزت على النخب المتميزة في كل المجالات ،بدءا من الجيش الحامي للوطن إلى سلك المحاماة و الأطباء، و حتى الأبطال الرياضيين ،الذين رفعوا اسم سورية عاليا ،و الآن الطلبة رجال المستقبل ،و سيبقون مشاعل نور،يضيئونه،لأنهم ضحوا بأنفسهم و استشهدوا فداء للعلم و الوطن الأجمل .‏‏

الطالبة (عبير سعيد) كلية العلوم ـ قسم الفيزياء ـ قالت فعلا نعجز جميعنا عن التعبير بالكلمات ووصف هذه الأعمال الإرهابية المقيتة، التي باتت تنال من كل شيء ،حتى وصلت إلى الطلبة ،و في أول أيام الامتحانات ،و كان ذلك الموعد مدروساً ،ليجمع اكبر عدد من هؤلاء الطلبة الساعين إلى طلب العلم، و الذين سيكونون بناة الوطن بالعلم و المعرفة، و اغتيالهم يعني أن ذاك الإرهاب، يحاول أن يعمم سياسة التجهيل ،كي تكون هي الغالبة ، و هذا يعطي صورة عن فكرهم الأعمى و جهلهم ،من هنا كانت ردة الفعل عند جميع أبناء الوطن و أفراد المجتمع ،و الطلبة تحديدا في الاستمرار و محاربة هذا الجهل، فهم يحاولون الطعن في بديهيات سعى المجتمع الإنساني إلى تحقيقا،وهو الاعتماد على العلم كركيزة تبني الأوطان، و كل بلدان العالم ،إذا ما أرادت أن تتطور إلى الأمام،وترفع من سوية المجتمع وأبنائه،فإنها تعتمد على التعليم والعلم، وهاهم الارهابيون يتقصدون قتل العلم وطالبيه ،وهذا لن يزيد الناس إلا إصرارا واستمرارا في المعركة بكل أبعادها ،لان من يقوم بذلك لا يمكن أن يكون إلا عدوا لوطنه ،‏‏

أما الطالبة الجامعية (لبنى خازم)سنة ثالثة أدب انكليزي قالت :كل ما حدث من إرهاب سيترك أثره الكبير من الناحية المعنوية والنفسية ،ويسبب الحزن الكبير ،فهم شباب في عمر الورود ،تخطفهم تلك الأيادي الآثمة ،حيث لا يستفيد من هذه الممارسات والنيل من بناة المستقبل إلا أعداء الوطن ،وقد رأينا أسلوبا ممنهجا ومدروسا لتفريغ الوطن من العقول والكفاءات ،وفي أحسن الأحوال فان ممارساتهم ،تعني أنهم لا يعرفون قيمة العلم ولا قيمة الإنسان ،فهم جاهلون و متآمرون،وهذا ما يزيدنا تمسكا بالمبادئ، وكل ما يحمي الوطن من تلك النماذج ومن ذاك الفكر المتحجر .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية