|
حديث الناس حيث أكد منذ اللحظات الأولى أن هذا الوطن عصي على الاختراق أو مجرد القبول بتمرير المحاولات التي تحاول زعزعة الاستقرار والوحدة الوطنية. الشباب السوري قال كلمته بوضوح، كلنا رجل واحد في مواجهة المؤامرة وأزلامها ومموليها وأدواتها في الداخل والخارج ولهذا انطلقت المبادرات الشبابية على امتداد مساحة الوطن تبلسم الجراح النازفة وتمسح الدموع عن وجوه الأمهات والثكالى وتبعث البسمة والأمل في نفوس الأطفال وعلى وجوههم الفتية الطاهرة.. من هذه المبادرات الكثير مما يستدعي تسليط الضوء عليها والتنويه بها نظرا لمنعكساتها الإيجابية على جمهور المواطنين، منها ما تردد عن تشكيل مبادرة شبابية في عدد من المحافظات تعمل عونا للجهات الرسمية في تأمين المواد الغذائية بالسعر الرسمي وتوزيعها لمستحقيها من العائلات التي تعاني من عدم توفر الخبز والغاز والمازوت وغيرها شريطة أن يتم التعاون بين المتطوعين والمجتمع الأهلي بعيدا عن الابتزاز وفوضى الأسعار والمحتكرين وضعاف النفوس. فالمتابع لحركة الأسواق يكتشف مقدار الفوضى التي تشهدها أسعار الكثير من المواد والسلع الأساسية وسط غياب واضح للضوابط التي يفترض أن تحكم حركة السوق وآلياتها، وغياب مريب ليس لعناصر الرقابة وحسب بل لأي حساب لوجود هذه العناصر وكأن الأمور تسير كيفما اتفق بلا ضوابط وبلا آليات رادعة. هذا الوضع يدفعنا لطرح الكثير من الأسئلة حول منطقية ما يحدث في وقت يؤكد المتابعون أن ما نراه على السطح ليس أكثر من رأس جبل جليدي قسمه الأكبر تغطيه المياه والمؤشرات على ذلك لا تتعلق بفوضى الأسعار وحدها بل بوجود أشخاص يهمهم حدوث مثل هذه الفوضى واستمرارها للتأثير على نفوس الناس ودفعهم للسباحة خارج حالة الاستقرار، والبحث عن تأمين حاجاتهم باستجرار أكبر كمية ممكنة من المواد التي يحتاجونها والتي لا يحتاجونها. هنا يصح الحديث عن خصوصية المبادرات ومدى تلبيتها لحاجة الناس كونها تمثل الجانب المطلوب من تعزيز حالة التعاون والتشاركية بين مختلف جهات المجتمع ومدى تأكيد روابط التعاون بين مكونات المجتمع السوري وبالمقابل ثمة حديث عن ضرورة الاستفادة من هذه المبادرات والبناء عليها بقبول وتفعيل المبادرات الناجحة وتبنيها والإضافة عليها بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن ويقطع الطريق على كل مرتكب ومحتكر ومرتهن وبرأينا هناك متسع كبير لتقبل المزيد. |
|