تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مخططو الفتنة والتدخل الخارجي .... والطريق المسدودة !

شؤون سياسية
الثلاثاء 3-4-2012
حكمت العلي

وصلت مساعي مخططي التآمر على سورية لضرب استقرارها وأمنها ووحدة شعبها إلى طريقٍ مسدودة وذلك بفضل الثبات والتلاحم الشعبي والوعي الكبير الذي أظهره السوريون وحكمة وشجاعة القيادة السياسية

التي تعاملت مع مجريات الأزمة بما تقتضيه مصلحة الوطن وأمنه وامن المواطن والتي تعد خطاً أحمر لايجوز لأحد تجاوزه تحت شعارات المطالبة بالإصلاح أو التغيير أو ما إلى ذلك من دعوات ثبت ارتباط كثير منها بأجندة خارجية لاتريد مصلحة البلد بقدر ماتريد تحقيق مصالح بعض القوى العالمية والإقليمية والعربية في المنطقة .‏

واليوم « معركة إسقاط الدولة في سورية انتهت» وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسورية الحديثة بسواعد أبنائها وإرادتها ودونما املاءات خارجية وأصبحت رغبات مخططي التدخل في سورية أضغاث أحلام وليصبح الاستقرار هدفاً لكل السوريين عبر إطلاق الحوار والسير بعملية الإصلاح الشامل قدماً بما يحقق مستقبل سورية والتعددية فيها واحترام الاخروتثبيت المكتسبات وتصحيح الأخطاء والاستفادة منها.‏

وسورية لكل ذلك جعلت من التعاون والانفتاح على مهمة عنان مقدمة في بداية طريق طويل وشاق بهدف الوصول في نهاية المطاف لحل الأزمة خاصة بعد أن أدركت أطراف دولية كثيرة أن هناك مجموعات إرهابية مسلحة تقوم بالقتل والتخريب والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم الخاصة ومؤسسات الدولة وكل مايمس بحياة المواطن اليومية .‏

وعلى هذا الأساس أكد المتحدث باسم الخارجية السورية أن أربعين بالمئة من مفاتيح الحل هي في سورية والباقي عند من يحتضن ويكرس عناد المعارضة الخارجية ...‏

المخطط المرسوم لتدمير سورية وكما يجمع كثير من المحللين والمراقبين للساحة السورية فشل وذهب أدراج الرياح وهو في نهايته والفضل في ذلك إلى التبصر والحكمة والفهم التي تتمتع بها القيادة السورية ، بحسب المراقبين ، وإلى الشعب السوري الذي استطاع أن يفشل كل المؤامرات الخارجية والضغوط الخارجية0‏

وهنا لابد من الإشارة إلى مواقف بعض الدول الصديقة كروسيا والصين وايران وبقية مجموعة بريكس لوقوفها مع الشعب السوري في محنته وهي مواقف مبدئية وثابتة شخصت منذ البداية المشكلة في سورية وبنت مواقفها على قاعدة الحق دون التحيز وعلى حقيقة وجود مجموعات ارهابية مسلحة تعيث فساداً ودماراً وارهاباً وتطرفاً ودعت مؤخراً على خلفية مهمة عنان المعارضة السورية إلى وقف أعمال العنف والبدء بالحوار .ودعمت مهمته بقصد ان يلعب دوراً ايجابياً فى حل الأزمة في سورية.‏

مايجمع عليه المحللون أن سورية لم تجتز الأزمة فحسب بل إن المنطقة بأسرها دخلت في منعطف من خلال تثبيت الخط المقاوم والممانع في المنطقة وانحسار المشاريع الغربية مجدداً عن المنطقة والتي فاقت كل وصف هذه المرة من خلال الهجمة التي تعرضت لها سورية.‏

وستشهد الفترة المقبلة تفككاً وانقساماً لدى الدول التي سعت وحاولت لضرب استقرار سورية وصمودها تماماً كما حدث لمجلس استطنبول الذي تفتت تحت ضغط أهواء مؤسسيه ومصالحهم الشخصية وأصبح مجموعة مجالس متنافسة متناحرة بعيدة كل البعد عن طموحات الشعب السوري ومصالحه والمتمثلة بإبقاء سورية واحدة موحدة قوية ممانعة.‏

مايمكن قوله إذن إن المؤامرة على سورية بحسب المعطيات الحالية فشلت في كل أبعادها الرامية إلى إحداث الفتنة وترسيخ الشعور الطائفي بين مكونات الشعب السوري وعلى العكس من ذلك زادت هذه الأحداث من اللحمة الوطنية بين أفراد الشعب السوري الواحد وتمسكهم بوحدة البلاد الوطنية والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم الباسل وبات مخطط استهداف سورية الذي يندرج في سياق المخططات الرامية لتغيير واقع المنطقة وتقسيمها الى كيانات ضعيفة متحاربة ومتنافرة ونهب ثرواتها وترسيخ إسرائيل كقوة رئيسية منفردة ومهيمنة على المنطقة ، بات هذا المخطط في مهب الريح!‏

بالمقابل فإن مشيخات الخليج زاد ثبات سورية وصمودها من غضبها وحنقها وقد تقدم على المزيد من تسليح المجموعات الإرهابية في سورية.. فها هي صحيفة وول ستريت الأميركية تنقل عن مسؤولين سعوديين وأردنيين أن ملك السعودية طلب من نظيره الأردني خلال لقاء في آذار الماضي السماح بدخول شحنات من الأسلحة إلى سورية عبر الأراضي الأردنية مقابل مساعدات اقتصادية للأردن بهدف دعم المجموعات الإرهابية يقترن ذلك مع ماأوردته وكالة فرانس برس عن مصدر عربي عن تحرك معدات عسكرية سعودية إلى الأردن لتسليح المجموعات الإرهابية فضلاً عما كشفته صحيفة واشنطن بوست الأميركية من أن دولة عربية قدمت الدعم المالي للمعارضة السورية من أجل شراء الأسلحة ودعت خلال الأيام الأخيرة إلى إنشاء منطقة عازلة في الجانب السوري على الحدود مع تركيا لتجميع المساعدات الإنسانية والعسكرية وتوزيعها إضافة إلى تدريبالمسلحين.‏

كما استمعنا إلى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في حضرة كلينتون ليعلن مواصلة استعداء سورية والمزاودة على الغربيين في ذلك ليؤكد مجدداً على مواصلة تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة وتشجيع الاقتتال والعنف في سورية.‏

إن هذه المواقف لبعض دول الخليج وخاصة لقطر والسعودية باتت تتكرر في كل مناسبة وعلى كل منبر وقد اعتبرها محرضو الفتنة في هذه الدول من ضمن الدعوات الجهادية وطالبوا حتى الجمعيات الخيرية بتقديم مالديها من أموال لخدمة مشروع الاقتتال في سورية وكلها مواقف تتعارض مع مهمة عنان وتهدف إلى إفشالها‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية