تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحوار بالفعل لا بالقول

عين المجتمع
الثلاثاء 3-4-2012
لينا ديوب

نعلم ونقول إن شخصية الانسان تتشكل من المراحل العمرية الأولى، كما نعرف أيضا أن الأهم من توجيه التعليمات لأطفالنا أن نكون قدوة لهم في سلوكنا اليومي،

فلن يجدي نفعا أن نوبخ أبناءنا ليتعلموا الحفاظ على نظافة الحي ان لم يرونا قبلهم نقوم بذلك، وهكذا في جميع السلوكيات، فعندما ينشب خلاف بين الأخوة في الأسرة الواحدة لن يستطيعوا حله بالحوار وانصات كل أخ الى أخيه حتى لو طلب الأب والأم ذلك وبإلحاح إذا كان هم أنفسهم يلجؤون للصراخ والشتائم وعدم احترام بعضهما ، وبعد ان يخرج الأبناء الى المدرسة تتكرس هذه المشكلة وهي غياب الحوار مع غلبة اسلوب التلقين في التعليم. ونركز هنا على الحوار لأهميته في تعليم الأبناء على حل الخلافات بناء على المعطيات ومناقشة الأفكار وقبول المخالف منها. واذا كنا اليوم قد بدأنا بتحديث المناهج التعليمية بحيث تقوم على مبدأ التعلم وإشراك الطلاب، فيمكن أيضا إضافة حصص لها مواعيد دورية لجلسات حوار في المدارس يكون الأفق فيها مفتوحاً ولا تحفّظ على أي فكرة، فكل شيء قابل للحوار والنقاش ويمكن تدريب كادر أو الاستعانة بمتطوعين شباب، وهكذا تتم تنمية قدرة الأبناء على الاستماع للأفكار المختلفة مع أفكارهم، وتشجيعهم على طرح أفكارهم الخاصة وطرق دعمها بالحجج المنطقية المبنية على التفكير العلمي المنطقي، وإدارة جلسات الحوار بحيث يصبح كل ما سبق جزءاً من شخصية الطفل أو اليافع . والا سيبقى الأبناء أسرى ثقافة أسرية ومجتمعية تطالبهم بالحوار لكنها لاتشجعهم على عيشه والقيام به.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية