|
مجتمع بدلا من أن امسح دمعها....... وجدتني أبكي زوجها الذي لم اعرفه قط في حياته كما عرفته وعرفه تراب هذا الوطن بعد رحيله........................... بدلاً من أن اطلب منها أن لا تبكي وجدتها تطلب مني إن أتماسك؟ فزوجها بطل قالتها بفخر الزوجة السورية الوفية قالتها وفي قلبها يقين تام باللقاء لقاء الأحبة في يوم اللقاء الأبدي. اكتبي عنه كلمات........ همستها لي وألقت على كاهلي حملا لا أستطيع أن أتحمل مسؤوليته...... فمن أنا؟؟ ماذا أشكل في هذه الحياة حتى أكتب عن شهيد من شهداء بلادي فشهيد سورية ليس كأي شهيد وقواميس الأرض لا ترتقي كلماتها للتعبير عن بطولاته........ومع ذلك اعذريني ياعزيزتي سأدع هذه المهمة للتاريخ سأوكل هذه المهمة للزمن وهو كفيل بتخليده في كل شبر من هذا التراب الغالي واسمحي لي أن اكتب عنك نعم أنت لما شاهين صديقتي وذلك لأنك تمثلين شريحة كبيرة من نساء مجتمعنا الآتي لا يقل عطاءهن ابداً عن عطاء الشهادة....... فأنت التي ودعت زوجك منذ بداية الأزمة وأنت التي تحملت ألم البعد والفراق وتربية الأولاد....... ومثلك الكثيرات من اللواتي كان عيد الأم هذا العام حصرا للاحتفال بعطاءاتهن وبدلا من أن تقدم الهدايا تحت أقدامهن قدمن أزواجهن هدايا لتراب سورية ولعزتها وكرامتها........صدقيني يازوجة البطل يازوجة الأيهم السوري يازوجة المقدام الذي تجاوز هو ورفاقه حدود الأرض والسماء واجتازوا حواجز الروح مودعين الأحبة والأبناء......وحباهم الخالق باللقاء عطاء زوجك ورفاقه وكل من ينزل من جبينه عرق الشرف عرق حماة الديار ديناً في رقابنا سنرده بنصر سورية القريب........... أما أنت يا من تطلبين مني أن اكتب عن زوجك فأشكرك على منحي هذا الشرف الذي انحني خجلا لأجله واستميحك عذرا في بضع كلمات صاغتها روحي لطهر عطائه كما صاغت منذ فترة بعضا من بضع كلمات لرفيقه في خدمة العلم الذي رحل وترك في ذاكرتي باقة من الورود كان قد قدمها له زوجك منذ مدة....... رحلت.........وفي رحيلك الألم ورحيلك أضاء الأحمر في العلم .......ماسرك؟ يامن يعجز الحبر في قلمي أن يكتب عنك .. ويستفيض في ذكرك الألم أخبرتني زوجك عما كان فيك من اشتياق لهذا الرحيل أخبرتني كم أن للشهادة في عمق روحك الحلم الجميل واليوم حلمك الأبدي قد تحقق وهاهي الحياة بقسوتها قد سجلت تاريخا جديدا لميلادك ....... فاسمح لي أن أخاطب من خلال روحك من خلال أرواح جميع الشهداء كل أيادي الشر في العالم كل أرباب الحرية الحمراء بلون دمك ودم كل سوري سفك تحت شعارها سؤال يحيرني........ لست أدري له جوابا؟ هل أنتم بشر أم أفاع وذئاب؟ تتغذون بدمائنا؛ وتعيثون فساداً.. تيتمون أطفالنا وتثكلون أمهاتنا؛ تغتالون فرحنا تستبيحون دمنا؛ تحرقون؛ تدمرون تكذبون وتقتلون؟ أي رب تعبدون؟ تفجير هنا.... ضحايا هناك دماء هنا........ ودموع هناك صراخ هنا بكاء هناك صمود هنا رغم كل هذا الانتهاك ويبقى السؤال أي رب تعبدون؟ أي كتاب انزل بكم؟ أي دين يتبعه أمثالكم ؛كل الأديان السماوية حرمت القتل وانتم أسياده، كل الكتب السماوية حرمت الكذب وانتم صناعه. من أين أتيتم؟ ولماذا استهدفتم أماننا؟ وما غايتكم غير دمائنا وان كان دينكم القتل وجنتكم عذابنا فلكم دينكم ولنا إيماننا....... إلى متى سوف تبقى أحقادكم تعبث بأماننا إلى متى سوف تبقى دمائنا رخيصة على شاشاتكم تلبسون رداء الحرية وتخفون تحته جسدا قبيحا كأحقادكم وكرهكم لنا. صدقوني مهما فعلتم مهما امتدت أيادي غدركم إلينا سنبقى صامدين... سنبقى بحماية رب العالمين فلا غدركم يهز وحدتنا الوطنية ولا إجرامكم عن حماية بلادنا يثنينا ومن اليوم لم يعد هناك معارض أو مؤيد هناك فقط إنسان وطني وسوري أو إنسان خائن لبلاده فالمؤامرة واضحة وليست في صدد التعريف فإما أن يجمعنا علم واحد هو علم الجمهورية العربية السورية وليس علم الانتداب أو أن من يقف تحت غير هذه الراية فهو خائن ونطالب بتجريده من الجنسية العربية السورية فنحن كسوريين لم ولن نسمح بعد أن يتم العبث بمقدساتنا مهما كلف الامر ومهما كانت المطالب فالشهادة باتت أمرا لابد منه وهي بالنسبة لنا إيمان وكلنا مشاريع شهداء ومن اليوم وفي كل يوم جباهنا مرفوعة ومع صفوف جيشنا العربي السوري يدا بيد للدفاع عن سورية الأم للدفاع عن الثالوث المحرم على إرهابكم أرضنا........علمنا...........وجيشنا........ |
|