|
حديث الناس حتى وقت قريب بعيدة عن مثل هذه المظاهر التي تحمل معها دلالات كثيرة ليس فيها بالتأكيد ما يشير إلى تردي الحالة الاجتماعية للناس وانتشار الفقر الذي دفع من يقومون بهذا العمل إلى التسول وطلب المال بشكل وقح لم يكن مألوفا من قبل. الملفت والمثير للأسئلة ما بات يلمسه الناس من جرأة ووقاحة المتسولين الذين ظهروا بكثافة أمام المباني الحكومية، ومخافر الشرطة، وفي كل مكان، لدرجة تراهم بالعشرات ممن ينتمون لمجموعات تمتهن هذا العمل منذ سنوات، لكن نشاطها تراجع يوم كان هناك من يكافح التسول لأجل التسول، وكانت هناك إجراءات رادعة بحق من يمتهن هذا العمل. هؤلاء باتوا من أعمار مختلفة يعملون بشكل منظم حيث ترى ذات الوجوه في ذات المكان ومنذ ساعات الصباح حتى قدوم الظلام، وعندها تمر سيارات تنقلهم جميعا إلى مكان غير معلوم بانتظار صباح اليوم التالي. صحيح أن المناخ العام يرفض امتهان التسول فالأسر الشريفة لا تسمح بلجوء أحد منها لهذا الأسلوب والمجتمع عموما يتصدى لها عبر العديد من الوسائل التي تبدأ بالتوعية وتصل لحدود المبادرات الإيجابية المطلوبة من أجل التعاضد والتوافق الاجتماعي عموما، وبالمقابل ثمة دور غاب نهائيا للهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية بتأمين الحلول لمنع انتشار ظاهرة التسول كما غاب أيضاً دور وزارة الشؤون الاجتماعية التي تتحمل الجانب الأكبر من عملية المعالجة، لكننا نعتقد أن الأمر بحاجة إلى جهود جادة ومشتركة من كل الأطراف المعنية للقيام بعمل نوعي لتطويق هذه الظاهرة قبل أن تتنوع نشاطاتها بشكل سلبي في مجتمعنا، فهل نفعل؟. |
|