|
شؤون سياسية وهي مصر وسورية والعراق، فإن أياديها وأسلحتها وخططها تنتشر في مناطق هذه الحروب الإرهابية بهدف تفتيتها. وفي آخر ما حملته التحليلات والسيناريوهات الإسرائيلية أن ثمة مخططات وأهدافاً أكبر من حجم«إسرائيل» وقدراتها وخبراتها تحت عنوان: ضرورة استمرار هذه الحروب الإرهابية الطائفية في هذه الدول الإقليمية وتسخيرها لحسم آخر الحروب الإسرائيلية حتى نهاية هذا العقد. ويلاحظ المحللون في «إسرائيل» أن الولايات المتحدة تمكنت من تحويل الحرب الإرهابية التي شنتها القاعدة في ساحتها عام 2001 إلى حرب ارهابية انتقلت إلى ساحات عدد من دول الشرق الأوسط المناهضة للسياسة الأميركية وهيمنتها مثل سورية بشكل رئيسي ومركزي وقوى المقاومة في لبنان وكذلك العراق، فقد أصبحت القاعدة وفروعها المدعومة من بعض الأطراف العربية تحصد عملها الإرهابي ضد القوى التي تتصدى للمشروع الصهيوني والهيمنة الأميريكية فقط ولم تعد تتوسع في عملها خارج هذه المنطقة وبطريقة نجحت واشنطن من خلالها بتسخيرها بشكل نسبي مباشر عبر بعض الفروع وغير مباشر أيضاً لزيادة عملياتها في ساحة سورية والعراق ولبنان واليمن. ويبدو أن تصعيد حرب مجموعات القاعدة وداعش في العراق وفي الأنبار و الفلوجة بالذات ضد الجيش العراقي يراد منه شق طريق تفتيت العراق واعادة التورط الأميركي العسكري رغم الصعوبات الكبيرة التي سيصطدم بها مثل هذا المشروع الإسرائيلي - الأميركي . ويعتقد قادة « إسرائيل» أن مصلحتهم تتطلب تصعيد الأزمة الداخلية التي تشهدها مصر منذ 30 حزيران التي خلعت مرسي والتي أظهرت أنه مجرد حاكم لايأتمر إلا بالأوامر الأميركية ، وهذا ماجعل أوباما يخسر حليفاً جاهزاً في بلد كبير مثل مصر وعن هذا الموضوع يقول البروفيسور الإسرائيلي موردخاي كيدار المختص بشؤون العرب والمسلمين في تحليل في صحيفة جيروزاليم بوست إن«الجميع يعرف عن الخطة الأميركية لفرض قادة الإخوان المسلمين كقادة لمصر ولأي دولة عربية تختارها واشنطن، وهذه الخطة جرى الكشف عنها قبل ستة أشهر، لكن عبد الفتاح السيسي تغلب عليها وتمكن من احباطها وعرقلة امتدادها إلى دول أخرى ويعترف كيدار أن «أوباما لم يستطع في النهاية من تغيير الوضع كما يرغب وهذا ماجعل المعركة الداخلية في مصر تستمر مع الإخوان ولايعرف أحد متى ستنتهي ». وفي سورية تحاول مصادر المخابرات الأميركية ترويج دعايات اعلامية تقول من خلالها إنها تتوقع أن تستمر الحرب الداخلية في سورية لسنوات كثيرة وستمتد إلى لبنان لكي يسهل التخلص من قدرات حزب الله دون حرب إسرائيلية تكلف ثمناً باهظاً. ومع ذلك ، ورغم صمود وانجازات هذه الدول الثلاث العسكرية والسياسية والشعبية ضد المجموعات المسلحة لمنظمات القاعدة والإخوان المسلمين ، يبدو من الواضح أن هناك أيادي عربية تشارك في تحقيق هذا الهدف« الإسرائيلي الأميركي لإطالة هذه الحروب الإرهابية ضد سورية والعراق ونقلها إلى لبنان بشكل أكثر تصعيداً فقد كشف جورج مالبرونو في صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية أن المخابرات الأميركية تستخدم سهولة تحركها بين الأردن و«إسرائيل» وبعض دول أوروبا الشرقية لشراء أسلحة لمجموعات القاعدة وداعش وتدفع الرياض ثمنها مقدماً لتصل إلى الأردن ويجري تهريبها عبر حدوده إلى كل من سورية والعراق، ويضيف مالبرونو في تقريره في (لوفيغارو) أن السعودية مولت 60 طناً من الأسلحة في عام 2011 وأن طائرات أميركية بلا طيار تتولى مراقبة وصول الأسلحة إلى الحدود رغم مزاعم واشنطن بتخفيض دعمها العسكري لمجموعات المعارضة السورية ، ولاشك في أن إسرائيل تقوم بمراقبة نوعية الأسلحة ومعرفة طبيعتها لكي تتأكد من مدى خطورتها وضرورة عدم وقوعها بأيد من غير القاعدة والمعارضة السورية، بل ولن يمنعها أحد عن ارسال طائراتها بلا طيار فوق سماء الأردن وقرب حدوده مع سورية مادامت تخرق أجواء لبنان ولايوقفها أحد. وإذا كانت الأمثال تقول بأن الشيطان يدخل في التفاصيل . فإن «إسرائيل» هي شيطان كل مايتعلق بتفاصيل واسعة في الدول الثلاث مادامت واشنطن وتل أبيب تسخر العرب والمسلمين لاقتتال داخلي بأسلحة يشتريها المال العربي السعودي القطري لتفتيت قدرات وسيادة أهم دول عربية كبيرة في المنطقة وفي التاريخ العربي والإسلامي ، لكن هذه الحروب الداخلية التي تجري الآن في هذه الدول لن تطول لأن الانتصار عليها في أي دولة سيشكل انتصاراً لبقية الدول ، وسيؤدي إلى تسريع حسم المعركة ضد هذه المجموعات المسلحة واحباط أهداف واشنطن وتل أبيب ومن وقف معهما ضد أشقائه العرب والمسلمين . |
|