تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حين تذبح الأوطان خلسة

حدث وتعليق
الاثنين 7-7-2014
منذر عيد

انشغلت وسائل الإعلام الغربية.. بالإرهابي ابو بكر البغدادي ومنذ ظهوره الأول كانشغال مجلات الأزياء والفنانين بتفاصيل ملابس هذا الممثل وتلك العارضة.. فأخذت الساعة التي يرتديها البغدادي مانشيتا عريضا في صحيفة ديلي تلغراف..

لتثير جدل الكثيرين، وتكثر التوقعات حول أيّ الماركات تحمل.. روليكس، أو سوكوندا أو أوميغا والتي يبلغ ثمنها 3500 يورو... كما اهتم البعض بعلاقته باللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي أيام كان طالبا.‏

هذا هو المطلوب .. إلهاء المتابع بتوافه الأمور.. وتحويل آلام المواطن العربي إلى حدث عادي .. من خلال تجاهل الإعلام الغربي لإرهاب البغدادي وقتله الأبرياء .. دون التوضيح بأن ثمن ساعته إنما هو آلاف القتلى الأبرياء..هو السيناريو المرسوم للمنطقة يستدعي ذلك .. أخذ اهتمامات المواطنين إلى أماكن بعيدة عما يجري في الطرف الآخر من جرائم اكبر من جرائم البغدادي ومرتزقته.. جانب تذبح فيه امة بعيدا عن أعين الخليقة.. وتحت جنح الظلام .‏

مرسوم ومخطط للمنطقة إلهاؤها بالمولود الجديد تنظيم «داعش» الإرهابي.. ليتسنى لإسرائيل ومن ارتضى الخنوع لها قتل أوطان كاملة.. وتقطيعها إلى دويلات..فالرصاصة التي أطلقها الكيان الصهيوني في الجسد العراقي لم يسمع صوتها وسط الجلبة التي أثاروها حول مولودهم المسخ .‏

يبيعون ويشترون فيك يا وطني.. وطني من العراق إلى سورية إلى ليبيا وأقصى أقصى المغرب العربي.. في زمن الهزائم تبقى انت صاحب الانتصارات..‏

وتبقى أنت السيد النبيل..قلت وأقول وسأبقى كذلك.. أنت يا وطني حبي الأوحد.. وستبقى رائحة ترابك مخضبة برائحة الياسمين.. فوطني وزهرة الياسمين صنوان.. أخاف عليك من يد الغدر أن تنال منك مقتلا..فأصبح بلا وطن وأي حياة دونك أنت يا وطني.‏

moon.eid70@gmail.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية