|
معاً على الطريق أو نطلق اسم رجل الغابة على الإنسان الذي يعيش خارج الزمن وخارج التقاليد والقيم .فهل نحن في المدينة أم في الغابة ؟ للأسف ..نحن الآن في الغابة المملوءة بالوحوش والعتمة المفزعة ..تركنا مجد المدينة ونورها وأمانها و شوارعها المضيئة وأخذنا نتحول إلى وحوش ضارية لا نهاب الدم ولا نهاب الموت والدليل تلك المرأة التي تحطم بالمطرقة رأس جندي شاب في درعا بينما ابنها الصغير يتدرب على طعن السكين في جسد الشاب المسكين وهو حي ..فهل في الغابة وحش يتفوق على تلك المرأة السورية التي كانت قبل ثلاث سنوات بشرا سويا ؟ يبدو أن الغابة بانتظار الجميع ..لذلك لا يستغربن أحد أن يجد جاره الذي كان يبادله تحية الصباح والمساء وكان يشرب معه القهوة أن يتحول إلى ذئب مثلا أو إلى ضبع ينقض عليه وعلى أولاده يقطع الرأس وينهش الجسد ثم يكبر ويبسمل ويبدأ الصلاة والدم على يديه ..كأن هذه الدماء هي الماء الذي يروي الغابة لتتناسل الوحوش أكثر . لقد كثرت الوحوش في بلادي ..ولن يمر وقت طويل حتى نصدر منها إلى غابات العالم التي تحمي حقوق الحيوانات ..وكم سيكون سعيدا الوحش السوري الذي سيذهب إلى حديقة بريجيت باردو الممثلة الفرنسية الشهيرة التي كانت تتهم المسلمين بالتوحش والقسوة والظلم لأنهم ينحرون الخراف في عيد الأضحى .فماذا ستقول بريجيت عن السورية التي ( هرست رأس الجندي السوري البطل ) بالمطرقة ؟ وماذا ستقول لأم خالد الحمصية التي كانت تتفنن بتقطيع الجنود المكبلين إلى قطع صغيرة ثم تنادي للبيع ؟ هل هذه امرأة من لحم ودم , أم هي وحش خنزير يأكل لحوم البشر الذي خلقهم الله على صورته ؟ إن الغابة الحقيقية تخجل من الغابة السورية الجديدة التي شجّرتها الحرية الأميركية ورواها بترول أولاد عمومتنا في الخليج وبلاد الحجاز لذلك سادت حرية القتل والتكفير وحرية السرقة والاغتصاب وهدم بيوت الله وبيوت العلم .. فصارت الغابة حقيقة في وطني . ها نحن نرتد إلى الغابة طالما بترول العرب للصهاينة وهانحن ننفذ ما تريده الصهيونية الأميركية .فأي طاعة أكثر من ذلك وأي توحش أكثر من أن يبيع الإنسان وطنه وشعبه وشرفه وكرامته ؟ وعلى الرغم من شهر رمضان المبارك لم يتوقف الدم .ولم تهدأ السيوف ..أنفاق تحفر في الأرض وفي الرؤوس ..مال خليجي ..ومعامل الغرب تزدهر ..سلاح أميركي على مدّ التخريب والقتل ..وكذب على مدّ هدم البلد ..وعلى الرغم من شهر الصوم الكريم .الشرفاء يجوعون ..الوطنيون يستشهدون ..السوريون الأحرار يصبرون ..الجنود الأباة صامدون ..وعلى الرغم من شهر رمضان الكريم الغشّ تتسع مساحته والكذب يتسع ويجد له تسمية مناسبة ..السلع مغشوشة .والأغذية فاسدة وتواريخها مزورة ..لم يبق شيء إلا وأصابه الغش والتزوير والمراوغة .حتى الرجال قلّ عددهم وتحولوا إلى أشباه رجال يعيشون في الحرملك على شقاء النساء وتعبهن .لا يخجلون أن تصرف المرأة عليهم وعلى أولادهم وعلى بيوتهم ..ولا يجدون في الكذب والنفاق عيبا ..لقد تحول كل شيء عن مساره ..النفع المادي أولا والنفع الدنيوي أساسا إذا لمن نصوم ولماذا نصلي ولماذا نحن مسلمون ؟ ..لقد تغير كل شيء وصار له فتواه وقوانينه .بل صار السوريون جميعا يفهمون في الفتوى ..يفتون ويبررون فعل الغش والرذيلة والقتل ..وإلا فكيف تقتل امرأة شابا بالمطرقة والسكين ؟ وكيف يأكل رجل قلب شاب فقط لأنه يحمل هوية غير هويته ؟ في الغابة نحن ..وحراس الغابة بعض المتصهينين وبعض المتأمركين ..في الغابة وحوش كثيرة رباها الغرب وعلمها الصهاينة ..والآن هم كلاب في بلاط الأمراء وذئاب في وطني ..سيطول طور الغابة ..وسيطول التحول من وحش إلى إنسان ..سنرى كثيرا من الدماء وكثيرا من الخراب ..سنبكي كثيرا وسيضحك الغرب كثيرا .لكن ليس أمامنا سوى النصر ..سننتصر وسنحرق الغابة مع وحوشها . ستفوح رائحة النساء الأفاعي ورائحة الوحوش المثقفة التي تحمل شهادات العمالة من السوربون وغيره ..ومجاهدات النكاح ..عاهرات المعبد ..سيتحولن إلى حمالة الحطب ..لكن إلى أن ينطفئ الحريق وتتجدد خصوبة الأرض الحبيبة ..أمامنا طريق طويل يجب أن نمشيه ولا نتعب . أيها الصابرون خارج الغابة ..أيها الأوفياء للقيم السورية وللعائلة السورية النبيلة , أنتم الضوء الذي ينير ظلام الغابة وتوحشها . |
|