تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسئلة حول مصير التهدئة

هآرتس
ترجمة
الأحد 21-12-2008م
ترجمة : ريما الرفاعي

مع حلول موعد الانتهاء الرسمي للتهدئة يعتقد الكثيرون في (اسرائيل) وربما لدى الجانب الفلسطيني أيضاً أنه لاحاجة للانشغال بطرح الأسئلة عن جدوى إنهاء أو مواصلة التهدئة باعتبار أن هذه التهدئة

قد انتهت فعلاً على أرض الواقع، ولكن وبالرغم من نيران صواريخ القسام وقذائف الهاون، وربما بسببها، لامفر من طرح هذا السؤال بكل قوة ووضوح: هل ينبغي تمديد التهدئة أم إعلان موتها رسمياً؟‏

الفرضيات التي تقف خلف هذا السؤال هامة للغاية وتقوم على أن حركة حماس وفي ظروف معينة، قد تكون من مصلحتها مواصلة التهدئة، كما أنه لاتزال لاسرائيل مصلحة في الحفاظ على التهدئة على النحو الذي طبقت فيه خلال الاشهر الخمسة الماضية وربما يمكن أن نضيف إلى ذلك سبباً، وهو أن (اسرائيل) لم تقرر على الارجح ما إذا كانت تريد أو تستطيع استخدام الخيار العسكري ضد قطاع غزة، مع تحمل الثمن الباهظ المتوقع جراء هذا الخيار، وخاصة أنها تمر في موسم انتخابات حامية الوطيس.‏

في ضوء هذه الصورة، وحتى قبل أن يتخذ أي قرار بدأت التصريحات السياسية تحل محل عملية اتخاذ القرارات السليمة، وها هي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تعلن أن (اسرائيل) لايمكنها أن تبقي غزة تحت حكم حماس، لكن ماالذي تقترحه ليفني؟ هل تريد من الجيش أن يجتاح غزة أو أن يبادر إلى تصفية قيادة حماس؟ حتى لو تمت تصفية آلاف المؤيدين للحركة، لن تحل المشكلة وسوف تتشكل بسهولة قيادات جديدة تحل مكان من تجري تصفيتهم وفق ماعلمتنا التجربة.‏

من جانبه، رفض حاييم رامون قرار ايهود باراك ارسال عاموس جلعاد الى مصر قبل أن يتخذ قراراً بشأن مصير التهدئة، ورامون كما هو معروف، ليس من مؤيدي هذه التهدئة ويعتقد أن ما يسميه سياسة ضبط النفس التي يتبعها باراك قد فشلت. ولكن رامون ايضاً لايقدم أي حل بديل أزيد مما تقدمه لفني.‏

رئيس الوزراء أولمرت مستعد للتمسك بالتهدئة لكنه يريد أن يرفقها بالاشتراطات التي تقررت في الاتفاق الاصلي. وفي هذه الصيغة التي يقترحها اولمرت ستكون التهدئة مريحة أكثر لاسرائيل، لكن القرار ليس سهلاً حيث يدور الحديث عن موافقة رسمية منظمة تثير النفور لدى بعض الاوساط المؤثرة التي بدأت تتبارى في المزاودات ضمن مسرحية مقززة.‏

من جانبها، تلعب حماس دور جلعاد شليت الذي يستجدي حريته. ولكن هذا السلوك من جانب حماس له مبرراته ضمن جمهورها وفي الوسط الفلسطيني سواء من جانب المؤيدين أم المعارضين لحركة حماس. أما (اسرائيل) فينبغي عليها بدورها أن تدرس مصالحها في اطار الوضع الجديد للتهدئة والذي لاينبغي أن تتحول معه الأخيرة الى معركة استنزاف يومية.‏

في هذا الوضع يبدو أنه لامفر من مواصلة التهدئة مع الحاجة إلى اعادة بناء حطام الاتفاقات التي تحققت في شهر حزيران مع حماس بواسطة المصريين.‏

بعد شهرين ستقوم في (اسرائيل) حكومة جديدة، ينبغي عليها أن تقرر أسلوب تعاملها مع حركة حماس ومع نهاية ولاية محمود عباس بعد شهر، قد يحدث ايضاً تحول في القيادة الفلسطينية.‏

وفي ظل هذه المتغيرات، ربما ينبغي عدم إحداث خضات لاداعي لها في غزة في عمليات من شأنها فقط أن تعقد اكثر وضع (اسرائيل)، وخاصة وضع سكان غرب النقب.‏

كل ماقلناه قد لايعدو أن يكون مجرد شعارات قد لاتصمد على أرض الواقع الذي بات يحتاج إلى قرارات واعية وعاجلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية