|
معاً على الطريق لابد أولا من الإعراب عن فضولي الشديد تجاه شخص الرجل الذي أعاق منتظر من الخلف عند إطلاق قذيفته الثانية، وشده من سترته فاختل توازنه وانحرفت الضربة عن مرماها بضعة سنتيمترات مكنت رئيس الوزراء العراقي من صدها بيده، فلمست العارضة، واهتزت شباك العلم الامريكي من الخلف. ومثله كان آخر هو على الأغلب صحفي احتلال أو أنه يعمل واقعيا بصفة اخرى وتواجد في المكان بذريعة الاعلام، اي انه متدرب متمكن ماجعله يشكل خط دفاع بوجه المهاجم. من هم هؤلاء؟ ألا يحق لنا كمبتهجين ان نعرف حقيقة من خرب علينا الفرجة واساء للمشهد وحرف النهاية من واقعي الى رمزية؟ هل هم رجال امن ام صحافة ام من اشباههم وقد ورثوا شبهاتهم. الهدف تحقق، فالمهم حسب تعبير المعلقين الرياضيين هو اللعبة الحلوة والاستعراض بذاته بغض النظر عن الترتيب او تسجيل الاهداف في مرمى الاعداء، لكن هذه الحلاوة لم تمنع من شغب الملاعب وعنفها وان لم يأتيا هذه المرة من الجمهور، بل من الحكام والقضاة، فبعد الضرب بهدف تأديب المعتدي جاءت المحكمة بهدف ترهيب المعجبين، مع ان مثل هذه الدعاوى التي تقوم على رد الاعتبار على إهانة تحتاج الى مدع شخصي، والرئيس الامريكي اخذها بكل روح رياضية، بل إنه وجدها متناسبة مع ديمقراطيته الامريكية، ولم تلبث الناطقة الرسمية باسم الرئاسة الامريكية ان اعلنت ان الامر برمته قد تم تجاوزه، فهل نصّر على اننا ملكيون اكثر من الملك نفسه. هاهو الاسبوع الاول يمر على ذكرى انطلاقة الحذاء، فمن هو صاحبه؟ هل كنا سندعوه قبل الواقعة منتظَر (بالفتحة) أم منتظِر (بالكسرة)؟ مايهمنا ان الاغلبية الان تدعوه بمنتظر، تعبيرا عن الشوق الى اي رد يؤكد الحياة واننا لسنا بنيام او اموات. حديث الاغلبية يحيلنا الى التعاطي الاعلامي مع الحادثة، اذ حال الحياء دون رجم الفاعل والفعلة، لكن الغلاة التفوا عليها بتسفيه الاحتفاء بها وذكرونا ان شرخ العلم امضى من الشاروخ، لكنهم نسوا كم نطرونا على المفارق ولم تفرق معهم، فما كان منا نحن المنتظرين إلا اجمعنا على ان الرجل منتظَر ، مع وعينا انه مقطع في سكة وليس محطة وصول. |
|